کورونا وجبَّرية التباعد الاجتماعي: قهر الثقافة وارغامُها على التشکَّلِ الجديد العراق انموذجاً

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

الجامعة المستنصرية / کلية الأداب / قسم الانثروبولوجيا والاجتماع / بغداد

المستخلص

ضربت جائحة کورونا العالم بدونِ استثناء، فأرغمته على ضرورةِ اتباع مُعطيات حياتية جديدة، وقوَّضت الصور التي کان قد اعتادها سابقاً، وفرضت عليه جبريةٍ واضحة تمثَّلت بضرورةِ تحقيق ما يُسمى بـ(التباعدِ الاجتماعي)، وعدم التلامس والتقارب الجسدي قدر الامکان، ولان الحياة البشرية قائمة على اصولِ التقارب والاختلاط والتفاعل الاجتماعي، فلا يمکن تقبَّل ذلک التباعد بسهولةٍ، وخاصة وانه قد أزاح العديد من الأُسسِ الحياتية وجاء بصياغاتٍ ثقافية أُخرى، حتَّمتها هذهِ الجبرية، والتي انعکست بشکلٍ لا غبار عليه على المنظومةِ الثقافية بکل ما تحويه من قيمٍ وعادات وتقاليد وأنماط وسمات، الأمر الذي أرغم البشر على ضرورةِ التعايش مع الانماطِ الحياتية الجديدة والتي فرضت هذهِ الأزمة تشکَّلها.
لذلک تسعى هذهِ الورقة البحثية الى تفکيکِ هذهِ الانعطافة المفروضة والتي سلخت الاشکال الثقافية المُتجذَّرة الى أشکالٍ أُخرى لابد من اتباعها، وقد تصبح مُسلَّماً بها ربما بعد انتهاء الجائحة، وتنطلق هذهِ الورقة من عدةِ تساؤلات يمکن ان ندرجها بالشکلِ الآتي وهي:
•هل فعلاً هناک جبَّرية حقيقية فرضتها هذهِ الجائحة على البشرِ في العراق من ناحيةِ تواصلهم وعاداتهم وتفاعلاتهم وطرق عيشهم؟
• هل شکَّل هذا التباعد الاجتماعي المفروض ضرورةً لإعادةِ صياغة تعاملاتنا الحياتية وبروز تشکَّل ثقافي جديد يختلف عن الاسسِ الثقافية المُتبعة؟
• کيف تم استقبال صدمة ضرورة التغير الثقافي والاجتماعي هذا، وردود الافعال حولها من قبلِ الفرد العراقي؟
• ما دور القيم الثقافية التقليدية الراسخة في هذهِ المواجهة، وهل تم اتباع هذا التنميط الثقافي المُستحدث أم لا؟
• وهل هناک مُبرَّرات للتعارضِ مع هذا التشکَّل القيمي الجديد، هل دوافعه اقتصادية أم إرثية ثقافية، أم غيبية تعود الى المُعتقداتِ الراسخة؟

الكلمات الرئيسية