أزمة اللاجئين بين التغير المناخي والنزاع السياسي : اللاجئون السودانيون في مصر نموذجًا

تستهدف هذه الدراسة التعرف على تصورات اللاجئين السودانيين للدور الذي لعبته التغيرات المناخية والنزاعات السياسية، والعلاقة بينهما في أزمة السودان، وما ترتب عن هذه الأزمة من تداعيات متمثلة في إشكالية إندماجهم في مصر. وقد تم تحديد هذا الهدف في ضوء نظرية مجتمع المخاطر، والاتجاهات النظرية المتعلقة بالعلاقة الجدلية بين تغير المناخ، والصراع، واللجوء، ووما أُثير حول مفهوم اللاجئ البيئي، فضلاً عن أبعاد اندماج اللاجئين في الدول المضيفة. وقد اعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي التحليلى، بالاستعانة بدليل المقابلة المتعمقة، وبلغ عدد الحالات من اللاجئين السودانيين في محافظة الجيزة (48) حالة . وتم الاستناد إلى أسلوب التحليل الكيفي. وقد أوضحت أهم نتائج الدراسة رؤية هؤلاء اللاجئين بأن العلاقة بين تغير المناخ والنزاعات السياسية علاقة غير مباشرة، حيث أدى تغير المناخ إلى مضاعفة أسباب النزاع السياسي، لكن لم يكن سببًا مباشرًا لها. كما يحظى اللاجئين السودانيين (حالات الدراسة) بقدر كبير من الاندماج الاجتماعي في المجتمع المصري، ولا يعني ذلك أنهم لم يواجهوا أزمات – وفقًا لأبعاد أو مؤشرات الاندماج الاجتماعي سواءً الاقتصادية أو الاجتماعية- إلا إنه من شأن توافر آليات لمواجهة تلك الأزمات، أن يعزز الشعور بالاندماج الاجتماعي لدى هؤلاء اللاجئين. تنبع أزمات هؤلاء اللاجئين من الناحية الاقتصادية في المقام الأول، كارتفاع ايجارات السكن، عدم توفر دخل ثابت، ارتفاع المصروفات الدراسية. تأتي في مقدمة الآليات التي يستند إليها اللاجئين السودانيين (حالات الدراسة) الجهات المعنية بحمايتهم في الدول المضيفة، كالمفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين، فضلاً عن مساندة السودانيون أنفسهم، وخاصة في توفير فرص العمل، ومساندة المصريين أيضًا. كما أوضح اللاجئون السودانيون أن عودتهم إلى بلدهم، مرهونة بانتهاء النزاعات السياسية، واستعادة الاستقرار السياسي .