خطاب كراهية الأجانب الموجَّه ضد اللاجئين عبر وسائل التواصل الاجتماعي: دراسة حالة في مصر

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

كلية الآداب- جامعة بني سويف

المستخلص

تتناول هذه الدراسة ظاهرة خطاب كراهية الأجانب الموجه ضد اللاجئين السوريين والسودانيين عبر منصات التواصل الاجتماعي في مصر. ونظرًا للدور المتزايد الذي تلعبه هذه المنصات في تشكيل الرأي العام، وتأجيج الكراهية؛ تسعى الدراسة إلى فهم كيفية تأطير اللاجئين في هذا الخطاب، وما هي التمثيلات السائدة عنهم، وأشكال وأنماط خطاب الكراهية المستخدَمة، والعوامل المساهمة في انتشاره، وكيفية تفاعل المستخدمين المصريين معه، ومدى وجود الخطاب المضاد المحتمل.
وقد اعتمدت الدراسة على منهجية بحثية مختلطة تجمع بين الاستبيان الكمي (389 مستخدمًا مصريًّا لوسائل التواصل الاجتماعي)، والمجموعات البؤرية النوعية (17 مشاركًا). تم تحليل البيانات الكمية باستخدام الإحصاء الوصفي، بينما تم تحليل البيانات النوعية باستخدام التحليل الموضوعي.
وكشفت نتائج الدراسة عن هيمنة تأطير اللاجئين كتهديد متعدد الأبعاد (اقتصادي، أمني، ثقافي) في خطاب الكراهية، وأن هذا التأطير يُغَذَّى بمعتقداتٍ خاطئة وصور نمطية سلبية، ويتفاقم بسبب عوامل متشابكة؛ مثل الوضع الاقتصادي الصعب، والتحريض السياسي، والتغطية الإعلامية المتحيزة، والخوف من الآخر. كما أظهرت النتائج الدور المركزي لوسائل التواصل الاجتماعي؛ وخاصة فيسبوك، في تضخيم هذا الخطاب. وعلى الرغم من وجود مواقف إيجابية تجاه اللاجئين؛ إلا أنها كانت محدودة، وتركزت في الغالب على البعد الإنساني.
تسلط هذه الدراسة الضوء على التفاعل المعقَّد بين ديناميكيات وسائل التواصل الاجتماعي، والسرديات السياسية، والضغوط الاجتماعية والاقتصادية في تشكيل ظاهرة كراهية الأجانب عبر الإنترنت في السياق المصري. وتؤكد النتائج الحاجة إلى تدخلات متعددة الجوانب؛ بما في ذلك تعزيز الوعي الإعلامي، وزيادة مساءلة المنصات الرقمية، وتعزيز الحوار بين الجماعات، وتنفيذ مبادرات تعليمية لمكافحة خطاب الكراهية وتعزيز الاندماج الاجتماعي.

الكلمات الرئيسية