قيم الديمقراطية وممارساتها بين طلاب الجامعة دراسة ميدانية على عينة من طلاب جامعة القاهرة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المستخلص

استهدفت الدراسة الحالية رصد القيم والممارسات الديمقراطية الفعلية لدى طلاب جامعة القاهرة (عينة الدراسة) تلک الممارسات التي تم التعرف عليها من خلال العملية التعليمية، وکذلک من خلال الفعاليات والأنشطة الممارسة داخل المحيط الجامعي. تلک التي تعکس ثقافة وقيم الديمقراطية خاصة فى مجالات حرية التعبير عن الرأي، والعدالة والمساواة، والمسئولية، والمشارکة. ولتحقيق هذا الهدف اعتمدت الباحثة على منهج المسح الاجتماعي بالعينة، حيث تم سحب عينة من طلاب جامعة القاهرة وبالتحديد من أربع کليات عملية ونظرية هي (العلوم – الهندسة – الآداب – الاقتصاد والعلوم السياسية) وذلک بطريقة عمدية، ووصل قوام العينة التي تم تحليلها فعليا إلى (458) مفردة، وبناء عليه اعتمدت الدراسة على أسلوب التحليل الکمي الإحصائي، وأيضًا فى ضوء حساب المتوسطات، واختبار کا2 لاختبار دلالة الفروق بين المتوسطات، والانحراف المعياري. وقد انطلقت الدراسة  من توجه نظري يعتمد على رؤى "جيدنز" حول "تشکيل البنية"، ومقولة "بورديو" "الهابيتوس"، وذلک فى محاولة لفهم الطريقة التي ينتج بها الطلاب ممارساتهم بحيث تظهر إلى حيز الواقع فتتشکل البنية الجامعية من خلال الممارسة الحرة الرحبة للطلاب، وتتسم بالدينامية والتحول المستمرين، وتستوعب أکبر قدر من الممارسات التي تعکس قيم الديمقراطية، کما تتشکل ممارسات الطلاب و تصوراتهم وطرق استجاباتهم من خلال ما أطلق عليه "بورديو" "الهابيتوس" والذي يعد بمثابة الوسيط بين البنية الجامعية والممارسة الفردية للطلاب الفاعلين. وقد أظهرت الدراسة وجود اتجاه إيجابي متوسط من قبل المشارکين نحو الدور الذي تلعبه الجامعة فى تزويد طلابها بقيم الديمقراطية. ومن ثم فإن البنية أو الجامعة فى هذه الحالة لا توفر الإطار الداعم للقيام بالممارسات الديمقراطية، أو توفره بشکل مقيد من خلال ما تفرضه من کوابح وقيود متمثلة  فى نصوص اللائحة بالإضافة إلى الجوانب التنظيمية والإدارية والمادية التي تحول دون القيام بالأنشطة والممارسات الجامعية بالشکل المرجو. کما بينت الدراسة أيضًا حضور قيم الحرية، والعدالة والمساواة، والمسئولية فى الممارسات الجامعية بشکل جيد، ولکنها بحاجة إلى مزيد من التدعيم والتعزيز والدفع للوصول إلى مستوى أفضل للممارسة. بينما تجلت قيمة المشارکة فى الممارسات الجامعية لتعکس مستوى مقبول ولکنه منخفض مقارنة بتجليات الحرية والعدالة والمسئولية، کما تعکس قراءة النتائج الخاصة بقيمة المشارکة حدوث تناقض ظاهري بين التصور والممارسة من قبل الطلاب. فمن الجلي أن اللائحة الطلابية والقيود الإدارية والتنظيمية الجامعية تعد من أبرز المعوقات التي تحول دون ممارسة الطلاب ومشارکتهم للفعاليات والأنشطة العلمية والثقافية والاجتماعية والسياسية داخل البيئة الجامعية. مما يدعونا للإشارة إلى ضرورة وضع آليات لمواجهة هذه المشکلة وذلک من أجل بيئة جامعية توفر للطلاب مناخ إيجابي للمشارکة.
Values and Practices of Democracy among University Students
 
Abstract
The current study aimed at observing the real democratic values and practices of Cairo University students (sample of the study). These practices have been identified through the educational process, as well as through events and activities within the university. They reflect the culture and values of democracy, especially in the areas of freedom of expression, justice, equality, responsibility and participation. To achieve this objective, the researcher relied on the social survey approach, applied intentionally to a sample of Cairo University students from four applied and theoretical faculties (Science, Engineering, Arts, Economics and Political Science).The sample, which was actually analyzed, consisted of (458) respondents. Accordingly, the study relied on the quantitative statistical analysis, the calculation of averages, and the Ka 2 test to investigate the significance of differences between averages and the standard deviation. The study began from a theoretical perspective based on Giddens' views on "structure formation" and Bourdieu's notion "Habitos", in an attempt to understand the way in which students create their practices so that they appear in reality. The university structure is thus shaped by the free and widespread practice of students, characterized by continuous dynamism and transformation, and embraces the greatest number of practices that reflect the values of democracy. Students' practices, perceptions, and responses are also molded by what " Bourdieu " called "Habitos", which serves as a bridge between the university structure and the individual practice of active students. The study showed an average positive attitude of the participants towards the role of the university in providing its students with democratic values. Therefore, the structure or the university in this case does not provide the framework to support democratic practices, or provide it in a restricted manner through the imposed constraints consisting in the provisions of the regulation as well as the organizational, administrative and physical aspects that prevent the conduct of the university activities and practices as desired. The study also showed the presence of the values of freedom, justice, equality, and responsibility in university practices in a good manner, but they need to be further strengthened, supported and pushed to reach a better level of practice. However, the value of participation in university practices reflected an acceptable but low level compared to the manifestations of freedom, justice and responsibility. Reading the results of the participation value also reflects an apparent contradiction between perception and practice of the students. It is clear that the student list and the administrative and organizational regulations of the university are among the main obstacles that prevent students from practicing and participating in events and scientific, cultural, social and political activities within the university. This leads us to point out the need to develop mechanisms to address this problem for a university that provides students with a positive atmosphere for participation.
 

الكلمات الرئيسية


قیم الدیمقراطیة وممارساتها بین طلاب الجامعة

دراسة میدانیة على عینة من طلاب جامعة القاهرة

 ناهد أحمد سیف(*) 

1-مدخل لمشکلة الدراسة:

تعد الدیمقراطیة من الموضوعات التی تزایدت أهمیتها فى الفترة الراهنة؛ وذلک نظراً لما شهده المجتمع المصری من تحول دیموقراطى إبان الأحداث المتلاحقة والتحولات المتسارعة ذات الصبغة الثوریة خاصة عقب ثورة 25 ینایر 2011 وبزوغ حالة من الوعی والرغبة فى الحریة ومزید من المساحة التی تسمح بالتعبیر عن الرأی والمشارکة والمساواة وهی قیم وممارسات تمثل فى مجموعها مکونات أساسیة للدیمقراطیة بأبعادها المختلفة. إن الثورات التی عرفها التاریخ أحدثت تغیرات أساسیة فی أبنیة المجتمع وخاصة الاجتماعیة والسیاسیة منها، فقد فتحت الباب لممارسة الحریات وتحریر العقول وسیادة القانون وترسیخ الأسس الدیمقراطیة. مع الأخذ فى الاعتبار أن التحول الدیمقراطی لا یتحقق إلا من خلال الإعلاء من قیمة الدولة المدنیة ومؤسساتها التی تحترم الحریات وتقبل التعددیة وتبعد عن التحیز والتمییز واللامساواة وفی سیاق من الشعور بالمسئولیة الاجتماعیة والأخلاقیة. وفى ضوء هذه العلاقة، لابد من وجود ثقافة (مدنیة) بما تحمله من قیم المساواة والعدل والتسامح، وتمثل جزء من الثقافة العامة التی یحملها الأفراد وینتجونها فی تفاعلاتهم الیومیة وفی إطار البنی والمؤسسات التی یشغلون فیها أدوارًا محددة(کارل لاتز، 2000 : 620 ). وتأسیسًا على ذلک فإن إحداث أی تغیر فی بُنی الوعی بالحریة والدیمقراطیة یتطلب التربیة على ثقافة وقیم الدیمقراطیة. وتعد کل من الأسرة والجامعة من أهم المؤسسات الأکثر فاعلیة فی إحداث هذا الوعی وتحقیق تغییرات جذریة فى مجال الثقافة والقیم الاجتماعیة. فممارسة الدیمقراطیة هی عملیة یتم تکوینها منذ الطفولة، حیث یتدرب النشء على استخدام مفاهیم احترام الذات والآخر، والنظر إلى الأفراد على قدم المساواة وهذه العملیة تتم فى إطار العائلة یلیها المدرسة ثم تترسخ فى الجامعة (عمارة رمضان،1993: 81) کمؤسسة أساسیة من مؤسسات التعلیم العالی. ومن هنا تمحور الهدف الرئیسی للدراسة فى: التعرف على  قیم الدیمقراطیة لدى طلاب جامعة القاهرة(عینة الدراسة)، ورصد الممارسات الدیمقراطیة الفعلیة التی تمارس من خلال العملیة التعلیمیة وکذلک الأنشطة الممارسة فى الحیاة الجامعیة.

وقد نشأ الاهتمام بما یعرف بالتعلیم المدنی (بنجامین باربر،1992)، والتعلیم الدیموقراطى (إیمى جتمان، 1999) وهو نوع من التعلیم یسمح بتطویر القدرات النقدیة للطلاب وإنتاج نوعیات من الانفتاح على أفکار مختلفة وحماس للنقاش حول القضایا الأخلاقیة (درایزک، ودنلفى،2013 : 313).کما یرمى إلى تزوید الطلاب بالثقافة المدنیة، التی بمقتضاها یتحولون إلى أفراد ذوى قدرة على التواصل مع الآخرین وعلى تبنى قیم أخلاقیة للحیاة المدنیة تجعل منهم فاعلین اجتماعیین إیجابیین (أحمد زاید،2012: 5). وعلى مستوى مؤسسات التعلیم العالی العالمیة، عقد رؤساء جامعات الولایات المتحدة مؤتمرًا فى العام 1999نتج عنه "إعلان الرؤساء حول المسئولیة المدنیة للتعلیم العالی" (1999,Aspen Institute)، عقبه مؤتمرًا فى العام 2005 فى فرنسا صدر عنه إعلان "تالوار" حول "الأدوار المدنیة والمسئولیة الاجتماعیة للتعلیم العالی" وقد حضر هذا المؤتمر العدید من رؤساء الجامعات من مناطق مختلفة من العالم من بینهم أربعة من البلدان العربیة. والتساؤل الذی یطرح نفسه هو هل یمکن وصف الوضع فى الجامعات الحکومیة المصریة باعتبارها الجامعات التی تضم الکتل الأکبر من الطلاب والأساتذة، من هنا تمثلت أهمیة الدراسة الحالیة فى رصد بعض جوانب الحیاة الجامعیة للطالب فى جامعة القاهرة، تلک الجوانب التی تعکس ثقافة وقیم الدیمقراطیة ومن ثم فإن هذه الدراسة تساهم فى إثراء التراث البحثی لعلم الاجتماع الثقافی بقضایا ثقافة وقیم الدیمقراطیة التی یحتاجها شبابنا فى الوقت الراهن.

وفقاً لما سبق فإن نشر وتعمیم ثقافة وقیم الدیمقراطیة التی یرتکز علیها التحول الدیمقراطی فى المرحلة الراهنة، تعد ضرورة ومسئولیة فى نفس الوقت. وتعد الجامعة کمؤسسة بارزة من مؤسسات التنشئة السیاسیة إطارًا ممیزًا لتنشئة الشباب على القیم الدیمقراطیة وإکسابهم الخبرة العملیة وتدریبهم على الممارسة الدیمقراطیة داخل الجامعة. بما تتضمنه هذه العملیة من حریة التعبیر عن الرأی، والمشارکة فى الأنشطة  الطلابیة المختلفة، والتصویت على القرارات، وممارسة النقد، والمطالبة بالحقوق، وغیرها الکثیر، فکلما أصبحت الجامعة أکثر دیمقراطیة فى بنیتها الداخلیة تکون أقدر على المساهمة فى التطور الدیمقراطی للمجتمع کله، وأکثر قدرة على إکساب طلابها الثقافة والقیم الدیمقراطیة وما یرتبط بها من ممارسات. وتأسیساً على ذلک تتحدد مشکلة الدراسة الراهنة فى الإجابة على التساؤل الرئیسی التالی: ما القیم الدیمقراطیة التی اکتسبها طلاب جامعة القاهرة (عینة الدراسة)؟ وإلى أی مدى تتجلى هذه القیم فى شکل ممارسات تعکس حریة التعبیر عن الرأی والمسئولیة والعدالة والمساواة والمشارکة فى الحیاة الجامعیة، ومن ثم تعکس فعالیة الجامعة فى إتاحة السیاق الداعم لهذه الممارسات من خلال العملیة التعلیمیة والأنشطة الطلابیة؟ ویتفرع من هذا التساؤل مجموعة من التساؤلات الفرعیة یمکن حصرها على النحو التالی:

1-  ماذا یعنى مفهوم الدیمقراطیة لدى طلاب جامعة القاهرة (عینة الدراسة)؟

2-  ما أهم القیم الدیمقراطیة التی اکتسبها الطلاب فى المراحل المختلفة لتعلیمهم الجامعی؟

3-  هل تتیح الجامعة السیاق الداعم للممارسات الدیمقراطیة داخل الحرم الجامعی؟

4-  هل تختلف الممارسات الدیمقراطیة لدى الطلاب باختلاف النوع والکلیة والسنة الدراسیة؟

2- مفاهیم الدراسة:

2-1: قیم الدیمقراطیة:

یعد مفهوم القیم من المفاهیم ذات الأهمیة بمکان فى عدید من العلوم والتخصصات الإنسانیة، ویختلف الباحثین الاجتماعیین فی تعریفهم للقیم، ونلاحظ ذلک من خلال الطبیعة الرحبة للمناقشات النظریة لتعریف القیم وتصنیفها. فنجد علماء الاجتماع ربطوا بین القیم والمعاییر، أو الاهتمامات والتفضیلات، أو السلوک المرغوب فیه، أو الاتجاهات وغیرها. وتعنى القیم مجموعة المبادئ الإنسانیة التی یمتلکها الإنسان، وتتحکم فى سلوکه  (Cambridge international dictionary of English , 1997 : 1605). کما تعرف بأنها مجموعة المبادئ والمعاییر التی تمکن الفرد من الحکم على کل ما هو ثمین أو مهم فى الحیاة. وهى أیضا المبادئ الخلقیة والجمالیة والمعتقدات والمعاییر التی تعطى انسجاماً لاتجاه قرارات وأفعال الفرد، وعندئذ تعرف بأنها المثل الاجتماعیة العلیا (Rowntre , 1981 : 339). والقیم إجرائیا تعد"موجهات عامة للسلوک ترتبط بحاجات الأفراد وتتشکل عبر المعانی والآراء والاتجاهات والتصورات، وتستمد من ثقافة المجتمع؛ کما تنعکس فی سلوک الأفراد وممارستهم" (أحمد  زاید، 2013 :16 ).

أما الدیمقراطیة فتشیر فى  دلالاتها الاشتقاقیة إلى حکم الشعب نفسه بنفسه أو قد تعنی حکم الأغلبیة بعد عملیة الانتخاب والتصویت والفرز والانتقاء.حیث تشیر إلى المشارکة الفعالة للأفراد المتأثرین بالقرارات فى عملیة اتخاذها ( شارلوت سمیث،1998 :377). وترتکز الدیمقراطیة على القانون والحق والحریة والعدالة والکرامة الإنسانیة والاحتکام إلى مبادئ حقوق الإنسان وإرساء المساواة الحقیقیة بین الأجناس فی الحقوق والواجبات. ومن أهم أسس الدیمقراطیة الالتزام بالمسؤولیة واحترام النظام وترجیح کفة المعرفة على القوة والعنف.

وبات من العیان ارتباط مفهوم الدیمقراطیة بشکل جدلی وتاریخی منذ انطلاق الممارسة فی عهد الیونانیین فیما عُرف "بدیمقراطیة أثینا" مروراً بإسهامات مفکری وکُتاب الغرب أمثال"جون لوک" و"جان جاک روسو" و"فولتیر"وغیرهم. فمنذ ازدهار اللیبرالیة السیاسیة فی أوروبا فی القرن الثامن عشر (تلک التی رکزت على الحریة الفردیة)، مثل ذلک مصدراً أساسیاً لتطور مفهوم الدیمقراطیة.غیر أن الحکم الدیمقراطی قد أتخذ عبر التاریخ أشکال ودلالات متنوعة. ففی المجتمعات القدیمة کان الشعب یضم ملاک الأراضی أو الرجال وحدهم دون النساء. وفى بعض المجتمعات تنحصر الدیمقراطیة فى دلالاتها السیاسیة فحسب، غیر أنها فى مجتمعات أخرى تمتد فى أوسع المجالات فى الحیاة البشریة. ویفترض أغلب المتحدثین عن الدیمقراطیة أن النظام السیاسی المرغوب لدیهم هو ما یمکن تسمیته بالدیمقراطیة اللیبرالیة، تلک التی تتیح للمواطنین قدرا واسعا من الحریات السیاسیة والمدنیة، مثل حریات الاعتقاد والرأی والتعبیر والتنظیم، وحریة الانتخاب و الترشیح للمناصب السیاسیة وإمکان تولى الوظائف العامة وذلک على قدم المساواة بین جمیع المواطنین. وبحیث تقوم الدیمقراطیة الحقیقیة على الحریة والمساواة (مصطفى السید، 2007 : 35-36 ).

وتباعًا فإن مفهوم الدیمقراطیة یشیر إلى مفهوم السلطة الشعبیة. ووفقًا للمفکر السیاسی "أنتونى أربلاستر Antony Arblaster"یشیر المصطلح إلى الوضع الذی تسند فیه القوة والسلطة للأفراد، حیث أن الحکومة الدیمقراطیة متناقضة مع تلک الاستبدادیة التی تفرض قراراتها على الناس و تنفذها دون موافقتهم. إن الدیمقراطیة تؤکد مساءلة أولئک الذین یملکون القوة ویمثلون مصدرًا لها، ومن ثم فإن الدیمقراطیة الیونانیة ترکز على المشارکة الفعلیة للمواطنین فى ظل حکوماتهم، بینما ترکز الدیمقراطیة الحدیثة على المشارکة والتمثیل، فهی تقتضى تفویض السلطة بجانب الممارسة المباشرة لها (Srinivasan, 2013 : 108). ولدى "داهل Dahl" یرتکز النسق الدیمقراطی على الأحزاب المتنافسة، ویحترم حکم الأغلبیة حقوق الأقلیات Sills,L.1968: 112 )). ویؤکد "بیثام "Beetham على أن الفکرة الجوهریة للدیمقراطیة هی حکم الشعب وهیمنته على عملیة اتخاذ القرار، کما تتکون الدیمقراطیة لدى "بیثام" من مصفوفة من الحقوق، والحریات، والمؤسسات (Knutsen, 2010 : 111). وتتمثل معاییر الأداء الدیمقراطی للتنظیمات لدى "زویفل Zweifel " فى سبعة معاییر هی: التوظیف، والمشارکة، والشفافیة، وإمکانیة منح السبب، وإمکانیة  الإلغاء، والمراقبة، والحریة وهى کلها جوانب  مؤسسیة  فى عملیة  اتخاذ  القرار Dingwerth, 2014 : 1127 )).  ویحدد "نویر Kneuer" ثلاث أبعاد للدیمقراطیة هی: الحقوق المدنیة والسیاسیة وسلطة القانون، ویمثل البعد الدستوری والرقابی، والبعد الإجرائی ویتکون من المبادئ الدیمقراطیة  المرتبطة بمستوى المدخلات ومستوى صنع القرار، وبعد المخرجات ویشیر إلى مدى فعالیة الأداء الحکومی (Kneuer, 2010: 669). کما یشیر المُنظِر السیاسی "صموئیل هنتنجتون Samuelp.Huntington" المشتهر بفرضیته عن صدام الحضارات أن الانتخابات المفتوحة الحرة و العادلة هی جوهر الدیمقراطیة وأن هذه العملیة تتضمن مجموعة من القواعد والإجراءات التی یتم بموجبها التحول من النظم السلطویة أو الشمولیة نحو تدعیم النظام الدیمقراطی (Huntington , 1991: 15).

وبالتزامن مع استخدام مفهوم الدیمقراطیة بالمعنى السیاسی. ألقى "ألیکسیس دوتوکفیل Alexis de Tocqueville" الضوء على الجانب الاجتماعی للدیمقراطیة الأمریکیة. ومن ثم بدأ الحدیث عن "الدیمقراطیة الاجتماعیة". ویشیر عادة هذا المصطلح إلى أتساع الدیمقراطیة لتشمل المجتمع ذاته. ویتم التعبیر عن هذه العملیة من خلال عادات المجتمع وأعرافه وخاصة ما أطلق علیه "برایک Bryce" "المساواة فى التقدیر"، إلى حد التعامل مع کل إنسان بالتساوی واحترامه بالتساوی. وما هنا فإن الدیمقراطیة الاجتماعیة یمکن تحدیدها بأنها روح الجماعة وأخلاقیاتها التی تعد أسلوب للحیاة المتمیزة بالتسویة العامة للأوضاع المتناقضة، وأیضا تشیر إلى "مجتمع متعدد المجموعات muligroup society" یتم فیه تعزیز شبکة الدیمقراطیات المتعددة أو التی تعد جزء من الدیمقراطیة السیاسیة واسعة النطاق ((Srinivasan , op.cit : 113. إذن فالدیمقراطیة لیست فقط مفهوم سیاسی یعنى ممارسة القوة، شکل للحکومة، أداة للتحکم، ومیکانیزم لاختیار الحکام. ولکنها تعنى أیضا مضامین أخرى اجتماعیة وروحیة وأخلاقیة أکثر أهمیة وعمقًا وتأثیرًا. فالدیمقراطیة أیضًا قیمة اجتماعیة ونمط للمجتمع تتوافر فیه قیمة المساواة الاجتماعیة وانتشار الفرص المتساویة والحصول على مؤسسات دیمقراطیة.  أیضا الدیمقراطیة مبدأ أخلاقی یحمل قیمة حقیقیة لتنمیة المواطنین أخلاقیا وفکریاً وذاتیاً (Abbas & Kumar , 2012 : 396).

وبناء علیه رکزت المقاربات على الظروف الحیاتیة و السیاسیة التی یسعى نظام حکم ما إلى تعزیزها: هل یعزز هذا النظام رخاء الناس، وحریتهم الفردیة، وأمنهم، والعدالة لهم، والمساواة الاجتماعیة بینهم، والمشاورات العامة معهم، والحل السلمی لنزاعاتهم، عندئذ نعتبر هذا النظام  دیمقراطیا  بصرف  النظر عما  فى دستوره من عبارات (تشارلز تیللى، 2010 : 23) إن الدیمقراطیة تحترم  القیم المتمرکزة حول الکرامة والحقوق الإنسانیة، والمساواة و کل ما یعزز تلک القیم وکل من علیه واجب القیام بذلک، فالمجتمعات الدیمقراطیة لا تدخل فى حروب مع بعضها البعض، کما أن الانتشار العالمی للدیمقراطیة یعد الطریقة الأفضل  للتأکید على السلام العالمی والاستقرار Parekh ,2008 :259)). إذن فإن المعنى الضیق للدیمقراطیة یشیر إلى شکل من أشکال الحکم الذی یعنى مشارکة جمیع المواطنین المؤهلین على قدم المساواة. فالأوضاع الاجتماعیة والسیاسیة والثقافیة التی تمکن المواطنین من الممارسة الحرة والمتساویة  تعنى أن هذا المجتمع توجد به دیمقراطیة حقیقیة. أما المعنى الأوسع فیستخدم لوصف ثقافة مجتمع ما. ومن ثم فإن مفهوم الدیمقراطیة مفهومًا مرکبًا تنتظم فیه کینونة من الممارسات، والعلاقات، والمبادئ الحرة التی یمکن أن تؤصل فى الإنسان قیم العدالة، وحریة التفکیر، وقیم النقد والحوار، واحترام الآخر، وقبول مبدأ المساواة، والحریة والمشارکة. ومن هنا نادی کثیر من المفکرین بتجاوز ربط الدیمقراطیة بالسیاسة، وذلک لتشمل جمیع مناحی الحیاة الاجتماعیة الأخرى، فالدیمقراطیة لیست مجرد نظاما سیاسیا، ولکنها أیضا ثقافة مجتمع. ومن ثم فإن الدیمقراطیة بمعناها العام تعنى طریقة للحیاة تمنح لکل فرد المشارکة فی الحیاة الاجتماعیة من خلال تمتعه بمبدأ تکافؤ الفرص(مجدی عزیز، 1998 : 54).

ووفقًا لما سبق فإنه یمکن الإشارة إلى الدیمقراطیة إجرائیًا بأنها القیمة التی توجهنا نحو أشکال السلوک والممارسات التی تتضمن حریة  إبداء الرأی، والشعور بالمساواة والعدالة الاجتماعیة، والمشارکة المجتمعیة ، والشعور بالمسئولیة الاجتماعیة والأخلاقیة تجاه أفعالنا والآخرین والمجتمع، وإذا کانت الدیمقراطیة فى جوهرها تمثل قیمة مجتمعیة مرکزیة کبرى فإنه یتفرع منها مجموعة من القیم الفرعیة أهمها على الإطلاق والتی سوف نتناولها بالدراسة: قیمة الحریة، وقیمة المسئولیة الاجتماعیة والأخلاقیة، ثم  قیمة المشارکة وقیمة المساواة والعدالة الاجتماعیة.

2-2:الحریة :

یُعرِّف "أرسطو" الحریة بأنها قیمة إنسانیة علیا یجد فیها الفرد نفسه متحررًا من الضغوط والأوامر والنواهی التی تقید ما یرید القیام به من أفعال تتناسب مع تفکیره وفلسفته. أما "ابن خلدون" فیعرف الحریة بأنها قیمة اجتماعیة أساسیة یجد فیها الفرد نفسه ذا قدرة على القیام بما یرید دون عوائق أو قیود مفروضة علیه (خالد حمدان، 2007). وترتبط قیمة الحریة فى السیاق الغربی باستقلالیة الذات فى التفکیر والإبداع والتعبیر بکل صوره وممارساته. کما ترتبط الحریة بالمسئولیة کوجهین لعملة واحدة، ویأتی ذلک من خلال تطور الثقافة السیاسیة، ویعتمد هذا على مدى انتشار الثقافة الدیمقراطیة فى المجتمع ومدى تشبع مختلف الفاعلین بها. حیث یمکننا فهم الدیمقراطیة باعتبارها نسق یسمح للأفراد بتنمیة شخصیتهم من خلال تنمیة الأفکار التی تعد مناخ ممتاز لممارسة وانتشار الحریة.

وفى کتابه "الحریة" یؤکد  "جون ستیوارت میل " أن حریات الفرد تتضمن حریة العقیدة والتفکیر، وإبداء الرأی، والتعبیر عن المشاعر، ثم حریة الذوق، ثم حریة العمل، وأخیرا حریة الاجتماع والتجمع( میکافیللى، 2002 : 325). ومن ثم فإن مفهوم "الحریة Liberty" یحمل ثلاث دلالات هی، الاختیار، وغیاب القیود لخلق وممارسة هذا الخیار، وتوافر الظروف التی تمکن الفرد من تفعیل هذا الخیار (Bhargava & Achraya ,2013 :51 ). ویمکننا هنا أن نفرق بین صنفین من الحریة هما الحریة السیاسیة والحریة الفردیة، إلا أنه لا یمکن فصل أیهما عن الآخر فلا معنى للحریة السیاسیة فی مجتمع ما یمارس تقیید لحریات وممارسات الأفراد والعکس صحیح.

وفقًا لما سبق یمکننا وضع مجموعة من المؤشرات الإجرائیة لقیمة الحریة تتمثل فى مجموعة الممارسات التی تتجلى فى التعبیر عن الرأی دون خوف أو قلق مع تقبل واحترام الآراء الأخرى، القدرة على النقد البناء،اتخاذ القرار، وتبنى الاتجاهات الفکریة، والانضمام إلى الأحزاب والجماعات.

2-3: العدالة و المساواة :

إن مفاهیم مثل "المساواة Equality"، و"العدلFairness"، و"العدالة   Justice"  هی مفاهیم معیاریة لأنها تصف مستویات أخلاقیة وروحیة. إذ أنها تعنى مبادئ منظمة للحیاة السیاسیة والاجتماعیة. وفى الفلسفة یشیر "أفلاطون" فى جمهوریته إلى العدالة باعتبارها فضیلة، کما یؤکد"أرسطو" فى دولته  أن العدالة التوزیعیة  تتجلى فى التعامل على قدم المساواة أو التعامل بظلم للجمیع.  وترتبط العدالة بجانبین مختلفین، یعنى الأول بإدارة القوانین المرتکزة على مبادئ المساواة القانونیة کقانون المساواة فى الحمایة وهى جوانب تکشف عن أوضاع  قانونیة وإجرائیة، أما الثانی فیهتم بتوزیع أو إعادة توزیع المصادر مثل العمالة والتوظیف والفرص الأخرى، والمصادر المادیة والاقتصادیة، وهی جوانب تکشف عن أوضاع أخلاقیة ومعنویة. وفی هذا الصدد استخدم "توکفیل" مصطلح الدیمقراطیة لیصف المؤسسات الدیمقراطیة أو طریقة الحیاة الدیمقراطیة التی أکد فیها على ما أسماه الشغف إلى المساواة الاجتماعیة ودورها فى تطویر المجتمعات الدیمقراطیة. حیث أن أغلب الثورات کان هدفها القضاء على اللامساواةAbbas & Kumar, op.cit:357:359 ) ).

ومن ثم فإن مفهوم العدالة یشیر فى صیاغته المثالیة إلى " حالة یسود فیها الإنصاف العام، والمساواة المطلقة فى توزیع الثروة والفرص، واتساع دائرة الخیارات أمام المواطنین وسیادة القانون، وتحقیق الرفاهیة العامة لکل سکان المجتمع، فیما یتصل بالخدمات الاجتماعیة وحمایة حقوق الجماعات الضعیفة، الأمر الذی یترتب علیه انتشار إحساس عام بالعدل والإنصاف والتضامن الاجتماعی "(أحمد زاید، 2018 : 49 ).

ومن ثم تؤدى المساواة باعتبارها کلمة عاطفیة بالمعنى السیاسی، دورًا رئیسیًا فى السیاسات الحدیثة منذ الثورة الفرنسیة عام 1789 وحتى وقتنا الحاضر. کما یؤکد کل من المعلقین فى العصر الحدیث والإعلان العالمی للأمم المتحدة لحقوق الإنسان على المساواة فى کل من الحقوق والکرامة. فبالرغم أن ثمة تباینات بین الأفراد والجماعات ترجع إلى اختلاف ظروف حیاتهم وتؤدى إلى انعدام المساواة فى أغلب الأحوال وخاصة  لدى الشعوب الفقیرة، إلا أن القضیة الأکثر حداثة تکمن فى المطالبة بشرعیة التمییز الإیجابی لصالح الجماعات المهشمة أو المستبعدة مثل المرأة والأقلیات Tansey and Jackson , 2008 : 62 ) ). کما یتمثل جهد الحکومات فى العمل على زیادة نسبة العدالة، وتقلیل الظلم وعدم المساواة، ودفع القیم الحاکمة للعدل والمانعة للتمییز إلى الأمام بالتطبیق الحاسم والعادل للقانون (أحمد زاید، 2018 : 49-50).

من هذا المنطلق یمکننا تحدید مجموعة من المؤشرات الإجرائیة للعدالة والمساواة، تتمثل فى منح الحقوق دون تمییز، وتوزیع الثروة والموارد بالتساوی، التساوی فى فرص النجاح، والتساوی فى فرص التوظیف.

2-4 :المسئولیة الاجتماعیة و الأخلاقیة :

تعنى المسئولیة بمعناها العام إقرار الفرد بما یصدر عنه من أفعال، واستعداده تحمل نتائج هذه الأفعال والقدرة على الوفاء بالتزاماته. وتعنى المسئولیة فى اللغة "ما یکون به الإنسان مسئولاً عن أمور أو أفعال أتاها” (المنجد فى اللغة والإعلام،1992 : 316). وتقوم المسئولیة على الحریة، ویکلف بها العاقل، وتسقط عن صاحب الإرادة المسلوبة (حنان رزق، 2002 :93).

وبناء علیه تشیر المسئولیة الاجتماعیة إلى مسئولیة الفرد أمام ذاته عن الجماعة التی ینتمی إلیها أو المجتمع الذی یعیش فیه. ومن ثم فإن المسئولیة الاجتماعیة لها شقین، شق أخلاقی ذاتی نابع من الضمیر والأخلاق والإلزام الذاتی النابع من داخل الفرد، أما الشق الثانی فیتضح من خلال الأفعال الاجتماعیة الواجب على الفرد القیام بها من أجل الآخرین، والتی یغلب علیها التأثیر الاجتماعی( سید عثمان، 1996 :43 ). وتأسیسا على ما سبق ترتبط المسئولیة الاجتماعیة بمفهوم الواجب duty فى مقابل الحق، فهذه الحقوق یقابلها واجبات یؤدیها الأفراد. والواجبات لا تتحدد فى ضوء أطر قانونیة فقط، ولکنها تتحدد فى ضوء أطر أخلاقیة فى الأساس، بحیث یندفع الفرد إلى أداء الواجب فى ضوء الرصید الأخلاقی أو الطاقة الأخلاقیة التی یحملها فى داخله. وبناء علیه یمکن النظر إلى المسئولیة الاجتماعیة  بوصفها إطار أخلاقی عام یفرض على الفاعل ( الفرد - الجماعة - التنظیم ) التزامًا بأن یوجه أفعاله فى خدمة المجتمع، وأن ینصرف عن التوجهات الأنانیة فى مقابل التوجه نحو المصالح الجمعیة. وإذا ما تشرب الفاعل هذا الالتزام تصبح المسئولیة الاجتماعیة بالنسبة إلیه بمثابة الواجب الأخلاقی الذی یجب أن یحافظ علیه ویعمل على تحقیقه بشکل دائم. وبهذا المعنى فإن المسئولیة الاجتماعیة ترتبط بمفهوم المحاسبیة accountability وأیضا ترتبط بالقدرة على العزوattributability  (أحمد زاید، 2018 : 172 ).

وتتحدد المؤشرات الإجرائیة للمسئولیة الاجتماعیة والأخلاقیة فى ضوء هذه الدراسة، فى  معرفة الحقوق والالتزام بالواجبات،والالتزام بالسلوکیات والآداب العامة، والمحافظة على الممتلکات العامة، والتضحیة من أجل الوطن والآخرون.

2-5:المشارکة:

تشیر المشارکة بمعناها الواسع إلى جهود تطوعیة یقوم بها البشر، وذلک لتحقیق تغییر یریدون أن یحدثوه فی حیاتهم ومجتمعاتهم وتستهدف هذه المشارکة تنمیة هؤلاء البشر لأنفسهم وحیاتهم وأوطانهم(إقبال الأمیر، 2004 : 496). ویتوارد إلى الذهن عند طرح کلمة "المشارکة"، المعنى السیاسی لها الذی ظل ملتصقا بالأذهان إلى وقت قریب، إلا أن مفهوم "المشارکة" لا یقتصر على الحقل السیاسی فقط بل إن نطاقها واسع وممتد لیشمل حقولاً وأنشطة اجتماعیة متنوعة، وفی هذا الصدد یشیر أحد الباحثین أن المشارکة هی العملیة التی یلعب الفرد فیها دوراً فی الحیاة السیاسیة والاجتماعیة لمجتمعه وتکون لدیه الفرصة لأن یشارک فی وضع الأهداف العامة للمجتمع وکذلک أفضل الوسائل التی تساعد على تحقیق إنجاز هذه الأهداف( هناء بدوى، 2000 : 178 ).

ویؤکد "میل J.S.Mill " أن المشارکة الدیمقراطیة والنقاش الحر المفتوح یساعد الناس على رفع مستوى وعیهم السیاسی وشخصیتهم.  وقد علق "دیفید هیلد  David Held" على تفسیر "میل"للدیمقراطیة التنمویة التی اعتبرها "هیلد" أیضا تنمیة للخصال الشخصیة والمستویات الفکریة والأخلاقیة للناس الذین یرون أن لدیهم دیمقراطیة حقیقیة أو أنها قیمة فى ذاتها تمنح فرصة تحقیق التنمیة الفکریة والأخلاقیة والشخصیة لأفراد المجتمعAbbas & Kumar, op.cit : 396) ). فالمشارکة متعددة الأبعاد والمجالات، حیث تتسع لتشمل مشارکة الأفراد فى الأنشطة الجمعیة، وفى سیاسات الحیاة الیومیة التی تتبدى فى اختیارات وأفعال الأفراد  التی تعد جزء من الحیاة الیومیة لهم، بحیث  یمکننا  الحدیث  عن مساهمات  ومشارکات  فى  المجالات  العامة  والفردیة  والمدنیة  والاجتماعیة Brodie & others, 2009 : 5)). ووفقًا لما سبق فإن "المشارکین" هم المواطنون الذین یتصفون بالنشاط والفاعلیة ویشترکون فی العمل السیاسی والاجتماعی العام، ویحضرون الاجتماعات العامة وینضمون إلى الأحزاب والتنظیمات السیاسیة. ویخصصون جزءا هاما من وقتهم للاهتمام بالقضایا والأمور العامة لمجتمعهم (سعد جمعة، 1984 : 30).

من هذا المنطلق یمکن وضع مجموعة من المؤشرات الإجرائیة لقیاس المشارکة، وهى المشارکة الفعلیة فى کافة قضایا المجتمع، المشارکة فى صنع القرار، التطوع فى مشروعات تنمیة المجتمع المحلى، المشارکة فى الانتخابات والاستفتاءات السیاسیة، حضور اللقاءات والحوارات العامة.

3: التوجهات النظریة:

3-1 :  الممارسة الدیمقراطیة فى ضوء نظریة تشکیل البنیة لأنتونى جیدنز:

یتخذ "جیدنز" من الأنشطة و الممارسات الاجتماعیة المنتظمة عبر الزمان والمکان منطلقا لنظریته "تشکیل البنیة". إذ یؤکد أن الأنشطة الاجتماعیة تنتج ویعاد إنتاجها بواسطة الفاعلین الاجتماعیین الذین یقومون خلال هذه العملیة بإنتاج الظروف والشروط التی تجعل هذه الأنشطة محتملة الحدوث (مصطفى خلف، 2002 :366). ومن ثم فإن فهم الممارسات الاجتماعیة  للفاعلین الأفراد والمعانی المرتبطة بها یمکننا من فهم الطریقة التی یتشکل أو یتبنین بها المجتمع، فالأفراد ینتجون ویعیدون أنتاج الحیاة الاجتماعیة بشکل منتظم ووفقًا للمعانی الخاصة بهم، حیث لدیهم قدرة خاصة على التدخل فى مجرى الأحداث وتوجیهها (أحمد زاید، 1996 : 69).  فالبنیة عند "جیدنز" دینامیة متحرکة، یعاد فیها إنتاج الممارسات وتظهر فیها البنى إلى حیز الواقع بطریقة حرة وتفاعلیة من قبل الفاعلین.

یرفض"جیدنز" فى هذه النظریة فکرة البنیة الثابتة التی لها خصائص تتعدى حدود الزمان والمکان (وهى الفکرة التی روج لها البنائیون فى علم الاجتماع والانثروبولوجیا). حیث أکد أهمیة البدء من ممارسات الفاعلین الأفراد فى حیاتهم الیومیة، ودراسة الطریقة التی تتشکل بها هذه الممارسات فى أبنیة اجتماعیة قابلة للتشکل والتحول المستمرین. حیث ترى هذه النظریة أن ممارسات الأفراد تتحول إلى ممارسات مفتوحة الأفق، لا تحدها حدود القواعد البنائیة الصارمة، بقدر ما تحدها حدود مکنة الأفراد وقدراتهم على اختیار بدائل سلوکیة وأنماط فعل تتلائم مع أهدافهم ( جیدنز، 2002 : 10 ).

وفى ضوء  فکرة "جیدنز" عن کیفیة تشکیل البنیة، یمکننا فهم الطریقة التی ینتج بها الطلاب ممارساتهم الاجتماعیة بحیث تظهر إلى حیز الواقع فتتشکل البنیة الجامعیة من خلال تلک الممارسة الحرة الرحبة، أی أن الجامعة کبناء راسخ یتشکل وینبنی من خلال قیام الطلاب کطرف أساسی فى هذه العملیة یلازمه أطراف أخرى مشترکة معه (کالأستاذ الجامعی والإدارة الجامعیة) بإنتاج وإعادة إنتاج ممارساتهم بشکل منتظم عبر العملیة التعلیمیة کحیز زمانی والفضاء الجامعی کحیز مکانی. وعندما یقوم الطلاب بهذه العملیة یتم ذلک فى سیاق من المعانی والتصورات الداخلیة الخاصة بهم والتی یکون لها تأثیر فى تحدید شکل الممارسة أو توجیهها أو تغییر مسارها وذلک وفقًا لوعیهم ومکنتهم، وتأسیسًا على هذا الفهم فإنه بالإمکان خلق بنیة جامعیة تتسم بالدینامیة والتحول المستمرین، وتستوعب أکبر قدر من الممارسات وأنماط السلوک التی تمثل النواة الصلبة لتشکیل البنیة (الجامعة).

3-2 : الممارسة الدیمقراطیة فی ضوء أفکار" بوردیو" حول الهابیتوس :

یشیر الهابیتوس  (habitus)إلى طریقة فی الوجود، أو المظهر العام، أو الزى، أو حالة ذهنیة أو عقلیة. ویعنی هذا أن الهابیتوس ثقافة، وحضارة، ونمط من أنماط الوجود والعیش والحضور فی العالم. وقد رکز بوردیو على بنیة الهابیتوس الداخلیة، ومکوناته، ووظیفته. فمن حیث البنیة، یتکون الهابیتوس من مجموعة من المیول، والتصورات، والمعتقدات، والإدراکات، ورؤى العالم، ومبادئ التصنیف. ومن ثم، یساعد الهابیتوس الذی یکتسبه الفرد فی الأسرة والمدرسة والجامعة على تمثل المجتمع واستیعابه بشکل جید. ویستطیع الأفراد عبر عملیة التنشئة الاجتماعیة، أن یخلقوا هابیتوس الطبقة  (unhabitus de classe)بسبب تشارکهم فی مجموعة من الأفعال والتصرفات والسلوکیات المشترکة. وبذلک، یکون الهابیتوس هو مصدر أفعال الأفراد المجتمعین، وهو الذی یتحکم فی توجهاتهم القیمیة والأخلاقیة والمعیاریة. أی أنه بمثابة الأنا الأعلى السیکولوجی لتجاربهم الحاضرة فی العالم. ومن هنا، فالهابیتوس هو بمثابة قالب معیاری وأخلاقی للشخصیة الفردیة، بل هو بمثابة ضرورة أو حتمیة تتحکم فی أفعال الإنسان، فیما یخص هوایته، وثقافته، وتربیته، وعمله، وتغذیته، واستهلاکه (جمیل حمداوی،2015: 109). فالهابیتوس یمثل  حرکات وأفکار وکیفیات للوجود نکتسبها ونستدمجها إلى  حد نسیان  إنها موجودة  کذلک.  إنه روتین  ذهنی و قد صار لاشعوری بحیث یسمح  لنا بالفعل  دون  تفکیر (عبد المجید السخیری، 2014: 107).

وتأسیسًا على ما سبق فإن الهابیتوس عند "بوردیو" یعد نظام مخططات لتولید الممارسات التی تعبر بأسلوب منهجی عن الحاجة الملحة والحریة الکامنة فى ظروف الحیاة الکلیة لمجموعة ما. ویفترض المفهوم استیعاب طریقة تشکیل الظروف الاجتماعیة لأفعال الأفراد، فضلاً عن إثبات أن الأفراد قادرون على الاستجابة بطرق إبداعیة للظروف التی یرون أنفسهم فى ظلها. إن الهابیتوس یجب إدراکه على أنه وصف للعلاقة بین تأثیر البنی الاجتماعیة فى الأفراد فى تلک المجموعة وطریقة استجاباتهم للأوضاع الاجتماعیة التی تواجههم  (إنجلز و هیوسون، 2013 : 243).

وترى الدراسة الراهنة أن الهابیتوس لا یقتصر على توجهات طلاب الجامعة وتصوراتهم الشخصیة فحسب، بل یتجاوز ذلک إلى الاستعدادات الجمعیة، مثل: أنماط التفکیر المرتبطة بحریة الفعل والممارسات الحقیقیة المرتبطة بقیم الدیمقراطیة. ومن ثم، یؤثر الهابیتوس فی أفعال هؤلاء الطلاب داخل الحیز الجامعی خاصة فیما یتعلق بتعبیرهم عن الحریة والمسئولیة الاجتماعیة ومشارکتهم فی الأنشطة الطلابیة. ومن ثم، فالهابیتوس بمثابة وسیط بین البنیة المجتمعیة والممارسة الفردیة. وأکثر من هذا، فالهابیتوس مجموعة من الاستعدادات الجسدیة والذهنیة الناتجة عن التنشئة الاجتماعیة للطالب سواء فی أسرته أو فی الجامعة، والتی تجعل منه فاعلاً اجتماعیاً داخل المجتمع الجامعی بوجه خاص والمجتمع الأشمل بوجه عام.

 

4: الدراسات السابقة:

مما لاشک فیه أن موضوع قیم الدیمقراطیة وممارساتها فى المجتمعات الغربیة عامة، والجامعات الغربیة خاصة یعد أمر مسلم به، وذلک انطلاقًا من فرضیة  اتسام المجتمعات الغربیة ومؤسساتها بالدیمقراطیة الراسخة. بید أن الأمر یختلف فى مجتمعاتنا العربیة، والمجتمع المصری على وجه الخصوص. ومن هنا  تنبثق أهمیة  دراسة قیم الدیمقراطیة وممارساتها  داخل الجامعات المصریة. وخاصة إبان مرحلة التحول نحو الدیمقراطیة الفعلیة وذلک على مستوى الممارسات والمؤسسات. وبمسح التراث البحثی المصری الخاص بموضوع هذا البحث تکشف لنا أن غالبیة البحوث الاجتماعیة التی أجریت فى الجامعات المصریة قد اهتمت بدراسة قضایا من قبیل التعلیم العالی ومواصفاته وجدواه أو العائد منه، حیث شملت الأجندة البحثیة موضوعات مثل جودة التعلیم الجامعی، سیاسات التعلیم العالی، إدارة التعلیم الجامعی وغیرها التی رکزت على هذه الزاویة البحثیة. کما انشغل فصیل آخر من الدراسات بقضیتی الدیمقراطیة والمشارکة السیاسیة للشباب الجامعی داخل سیاق الجامعة و فى الخارج على النطاق المجتمعی الأوسع. ومن هنا یمثل البحث الحالی سد لثغرة معرفیة  للتراث البحثی  السوسیولوجی فى هذا الموضوع. بینما یوجد متسع من الدراسات التی تم إجرائها فى الوطن العربی عن الممارسات الدیمقراطیة لدى کل من الأکادیمیین والطلاب الجامعیین داخل الحیز الجامعی، فالممارسات الدیمقراطیة لدى الأکادیمیین والطلاب الجامعیین تعکس علاقة  تفاعلیة وتکاملیة فى نفس الآن. وبناء علیه  سوف أعرض التراث البحثی وفقًا للمحورین التالیین:

4-1 : الممارسات الدیمقراطیة لدى الأکادیمیین و أعضاء هیئة التدریس:

اهتم  فصیل واسع  من الدراسات بالتعرف على طبیعة  الممارسات الدیمقراطیة  ومجالاتها  لدى أعضاء هیئة التدریس. وفى هذا الصدد أکدت نتائج  دراسة أجریت للتعرف على درجة الممارسات الدیمقراطیة لدى أعضاء هیئة التدریس بجامعة الکویت أن درجة ممارسة الدیمقراطیة لدى أعضاء هیئة التدریس فی مجال حریة الرأی والتعبیر کانت أعلى نسبة حیث بلغت (83.75)، یلیها مجال  العدل والمساواة کانت وذلک بنسبة (73.122)، بینما انخفضت النسبة التی حصل علیها مجال المشارکة واتخاذ القرارات مقارنة بمجالی حریة الرأی والعدل والمساواة حیث بلغت نسبة تمثیل هذا المجال (65.618) (محمد العتیبی، 2014). کما توصلت دراسة أجریت عن تصورات طلبة جامعة الیرموک نحو الممارسات الدیمقراطیة لأعضاء هیئة التدریس، إلى الوقوف على أهم المجالات الدیمقراطیة  وأکثرها ممارسة، حیث احتل مجال العدل والمساواة المرتبة الأولى من حیث الممارسة، بینما تدنى مستوى ممارسة  الدیمقراطیة فى  مجال أسلوب التدریس، کما أثبتت الدراسة عدم وجود  فروق ذات دلالة إحصائیة بین تصورات أفراد العینة للممارسات الدیمقراطیة لأعضاء هیئة التدریس تعزى إلى الجنس إلا فی مجال العدل والمساواة وکان ذلک لصالح الإناث (وفاء سوالمة، 2000). وعلى نفس المنوال أظهرت نتائج  دراسة أجریت عن الممارسات الدیمقراطیة لدى أعضاء الهیئة التدریسیة فی جامعة جرش الأهلیة من وجهة نظر طلبتهم، أن غالبیة الممارسات الدیمقراطیة لأعضاء الهیئة التدریسیة فی جامعة جرش کانت متوسطة وعلى کافة مجالات البحث الأربعة: العدل والمساواة، وحریة التعبیر عن الرأی، والمادة الدراسیة، وأسلوب التدریس، وأظهرت النتائج عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائیة تعزى لمتغیری الجنس والتخصص، فی حین أظهرت وجود فروق ذات دلالة إحصائیة تعزى لمتغیر السنة الدراسیة. وفی ضوء نتائج هذا الدراسة قدم الباحث مجموعة من التوصیات التی یؤمل أن تفید فی زیادة الوعی بمفهوم الدیمقراطیة وممارستها والالتزام بمبادئها على أکمل وجه فی جامعة جرش الأهلیة (سلیم الزیون، 2011). وعلى جانب آخر  توصلت أحد الدراسات إلى أن الأکادیمیین فی الجامعة الأردنیة یمارسون القیم الدیمقراطیة بدرجة مقبولة. وقد أثبتت الدراسة وجود فروق ذات دلالة إحصائیة فی درجة ممارسة الأکادیمیین فی الجامعة الأردنیة للقیم الدیمقراطیة من وجهة نظر الطلبة وذلک وفقًا لاختلاف الجنس، والمستوى الدراسی، ومکان السکن، ونوع الکلیة( Al-Zyoud,2014).

ومن ناحیة أخرى رکزت بعض الدراسات على مدى إتباع الأساتذة للأسلوب الدیمقراطی فى التعامل مع الطلاب. وفى هذا الصدد کشفت دراسة تم إجرائها للتعرف على درجة ممارسة أعضاء الهیئة التدریسیة فی جامعة البلقاء التطبیقیة لبعض الممارسات الدیمقراطیة من وجهة نظر طلبة الجامعة أنفسهم. وقد خلصت الدراسة إلى أن الفقرة التی نصها "یرفض استخدام العنف والقوة مع الطلبة" جاءت فی المرتبة الرابعة، ویرجع الباحث ذلک إلى أن الطالب الجامعی فی هذه المرحلة یکون فی مرحلة بناء الشخصیة وتحدید الهویة، وبالتالی فهو یشعر بأنه أصبح فی المرحلة الجامعیة، التی تختلف کلیاً عن مرحلة المدرسة، من حیث بناء شخصیته المستقلة، وبالتالی فهو یبحث عن الأستاذ الجامعی الذی یحترم شخصیته ویعزز ثقته بنفسه ویتعامل معه بصدق وموضوعیة ومودة بعید عن أی تهدید (محمد بنی ارشید، 2012).

4-2 القیم الدیمقراطیة وممارساتها لدى الطلاب الجامعیین:

وفى هذا الصدد تناولت إحدى الدراسات درجة ممارسة القیم الدیمقراطیة لدى طلبة وأعضاء هیئة التدریس فی الجامعات الأردنیة الحکومیة وسبل تفعیل ممارستها، وقد استهدفت الدراسة التعرف على درجة ممارسة القیم الدیمقراطیة من وجهة نظر طلبة وأعضاء هیئة التدریس فی الجامعة الأردنیة الحکومیة وسبل تفعیل ممارستها. واشتملت الدراسة على قسمین، الأول: تضمن بیانات عامة لأعضاء الهیئة التدریسیة والطلبة، بینما تضمن الثانی: مجموعة من الفقرات تقیس درجة ممارسة القیم الدیمقراطیة فی عدة مجالات: العدالة والمساواة وحریة الرأی والتعبیر والشفافیة والنزاهة والتسامح الإنسانی. وخلصت الدراسة إلى أن المتوسط الکلی لدرجة ممارسة القیم الدیمقراطیة لدى الطلبة کان بدرجة متوسطة (ولید الجراح، 2013).

کما اهتمت مجموعة أخرى من الدراسات بالتعرف على ممارسة الطلاب الجامعیین للقیم والمبادئ الدیمقراطیة، وفى هذا الصدد استهدفت إحدى الدراسات التعرف على الممارسات الدیمقراطیة فی جامعة الکویت وذلک من وجهة نظر الطلبة وفحص أثر مجموعة من المتغیرات على ممارسة الدیمقراطیة. وخلصت الدراسة إلى أنه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائیة فی الدرجة الکلیة لقیاس ممارسة الطلاب للمبادئ والقیم الدیمقراطیة، کذلک فی المجالات ما عدا حریة الرأی والتعبیر، ومجال المشارکة واتخاذ القرارات، ومجال التدریس تعزى لمتغیر المحافظة (عبدالله العازمی، 2013). کما هدفت دراسة أخرى إلى الکشف عن دور الجامعات الأردنیة فى تشجیع طلابها على ممارسة المبادئ والقیم الدیمقراطیة والتی تم تحدیدها فى أربعة قیم أو مجالات هی: الحریة، والعدالة والمساواة، والمشارکة، والمسئولیة، بالإضافة إلى التعرف على القوانین، والتعلیمات الجامعیة، والأنشطة الجامعیة المعززة للقیام بهذا الدور، وتوصلت الدراسة إلى وجود علاقة ارتباطیة إیجابیة متوسطة لدور الجامعات الأردنیة فى تعزیز ممارسة الطلاب للمبادئ والقیم الدیمقراطیة (رنا الصمادى، 2012). وبالتوازی أجریت دراسة عن ممارسة طلاب الدراسات العلیا للقیم الدیمقراطیة فی الجامعة الأردنیة وسبل تطویرها، وتوصلت  الدراسة إلى أن طلاب الجامعات الأردنیة یمارسون قیم ومبادئ الدیمقراطیة بدرجة کبیرة وأنه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائیة فی استجابات طلاب الدراسات العلیا لأداة الدراسة تعزى إلى متغیرات (الجنس، والکلیة، والدرجة العلمیة)، فی حین ظهرت فروق ذات دلالة إحصائیة عند مستوى الدلالة 0.05 فی استجابات طلاب الدراسات العلیا فی مجال العدل والمساواة ویعزى إلى متغیر الجنس ولصالح الطالبات (مهدى بدارنة، 2012).

وفى واحدة من أبرز الدراسات التی أجریت عن  (زیادة المشارکة السیاسیة الدیمقراطیة بین طلاب الجامعة فی الأردن، بحثت الدراسة مسألة تعزیز التصور الدیمقراطی عن مشارکة الطلاب الجامعیین الأردنیین فی الحیاة الجامعیة، وهی قضیة ترتبط ارتباطاً مباشراً بحریة الطلاب والهیئات التمثیلیة. وحاولت الدراسة تحلیل هذا الموضوع فی ضوء بعدین هما: التدخل الأمنی فی الجامعات، وضعف نوادی الطلبة. وخلصت الدراسة إلى ضرورة اتخاذ قرار واضح تدعمه إرادة سیاسیة لوقف کل أنواع الأمن المباشر وغیر المباشر التی تتدخل فی الجامعات؛ متضمنة جوانب متعددة بما فیها الضغط على الطلاب الناشطین ذوی الخلفیات السیاسیة والحزبیة. وخلصت الدراسة إلى وضع مجموعة من الإجراءات التی تتیح نطاق أرحب للممارسات الدیمقراطیة  للطلاب وذلک من خلال إصدار لوائح واضحة لمنع أی تحقیق ضد الطلاب الناشطین سیاسیاً أو أعضاء الأحزاب السیاسیة. ویجب أن یسمح هذا المبدأ للطلاب بممارسة حقهم فی التعبیر عن آرائهم السیاسیة على النحو المکفول فی الدساتیر الأردنیة والاتفاقیات الدولیة التی تدعو إلى منع معاقبتهم على ممارسة هذا الحق. وکذلک یجب إعلام الطلاب کتابة عن سبب التحقیق معهم فی الحالات غیر السیاسیة وإبلاغهم بحقوقهم مسبقاHussainy,2012)).

ویتضح من عرض الدراسات السابقة أن الجامعات العربیة التی أجریت فیها هذه الدراسات تمنح قدرا لممارسة القیم الدیمقراطیة وذلک بمستوى لا یقل عن المتوسط  لدى کل من أعضاء هیئة التدریس والطلاب، وهو یعد مؤشر جید ولکنه یحتاج إلى مزید من الدفع والتعزیز لیصل إلى مؤشرات تزید عن المتوسط  فتعبر عن المستوى المأمول، وتعد انعکاس  إیجابی للدیمقراطیة الفعلیة الممارسة داخل المؤسسات الجامعیة.کما أثبتت الدراسات السابقة التی تم عرضها وجود تفوق ملحوظ فى تمثیل کل من قیمتی حریة التعبیر عن الرأی، والعدل والمساواة من حیث الممارسة لدى  الأساتذة.  بینما تساوت درجة ممارسة الطلاب للقیم الدیمقراطیة والتی احتلت مراتب إیجابیة متوسطة، وهى النتیجة التی تتفق تماما مع هذا البحث، ولکن مع اختلاف طفیف فى النسب والترتیب.

5: الإجراءات المنهجیة للدراسة:

5-1: المنهج :

اعتمدت الدراسة على منهج المسح الاجتماعی بالعینة،نظرا لصعوبة إجراء مسح شامل، حیث اتسع النطاق الذی تشمله الدراسة المیدانیة، والذی یتمثل فی جامعة القاهرة بکلیاتها العلمیة العملیة والنظریة.

5-2: الأداة :

وبناء علیه استخدمت الباحثة استمارة استبیان فى جمع المادة المیدانیة وذلک بهدف جمع مادة کمیة، وتضمنت الاستمارة أربعة محاور رئیسیة اشتمل کل محور على مجموعة من الأسئلة الفرعیة التی عبرت عن أهداف البحث وأجابت  على تساؤلاته. 

5-3:مجتمع الدراسة و العینة :

شمل مجتمع الدراسة عینة من طلاب جامعة القاهرة، وقد تم سحب العینة بطریقة عمدیة، حیث تضم جامعة القاهرة (20) کلیة عملیة ونظریة، وقد  تم اختیار أربع کلیات، اثنین من الکلیات العملیة وهما ( العلوم – الهندسة )، واثنین من الکلیات النظریة وهما (الاقتصاد والعلوم السیاسیة – الآداب )، ووصل قوام العینة (480) مفردة، وبعد استبعاد بعض الاستمارات غیر الصالحة، وصل قوام العینة التی تم تحلیلها فعلیا إلى (458) مفردة.  وقد تم إجراء الدراسة المیدانیة فى الفصل الدراسی الثانی للعام الجامعی 2016 / 2017.

5-4 : أسالیب التحلیل و التفسیر:

اعتمدت الدراسة على أسلوب التحلیل الکمی الإحصائی الذی یتمثل فى أسلوب الوصف باستخدام الأرقام، والتحلیل الإحصائی باستخدام برنامج (spss) وذلک فی ضوء الأسالیب الآتیة: حساب المتوسطات، اختبار کا2 لاختبار دلالة الفروق بین المتوسطات، والانحراف المعیاری.

6: الدراسة المیدانیة: تحلیل سوسیولوجی:

6-1: خصائص العینة:

تتضمن خصائص العینة وصفًا تفصیلیًا للمبحوثین وذلک من حیث (النوع – الدیانة – العمر – الکلیة – الفرقة – التقدیر –الدخل الشهری للأسرة – المستوى التعلیمی للأب والأم – محل الإقامة) ونظرًا لضخامة البیانات سیقتصر العرض على أهم المتغیرات وهى النوع، والعمر، والکلیة، والفرقة، ومحل الإقامة. ووفقًا للدراسة المیدانیة تمثل توزیع عینة الدراسة وفقًا للنوع فى 1. 27 % للذکور، و9. 72 % للإناث. کما أوضحت بیانات الدراسة المیدانیة أن غالبیة مفردات العینة تقع فى الفئة العمریة من (22-20) حیث بلغت 8. 56 %، یلیها الفئة العمریة من (20 – 18) حیث بلغت 24.2%، ثم الفئة العمریة من (24 – 22)  بنسبة 17.9  % ثم تأتى الفئة العمریة أکثر من  24 سنة لتشتمل على خمس مفردات فقط وذلک بنسبة 1.1%. وبتفحص النسب المئویة الخاصة بتوزیع الطلاب وفقا للکلیة نجد هذه النسب متقاربة إلى حد کبیر، حیث سجلت الآداب  نسبة 26.9%، یلیها الاقتصاد والعلوم السیاسیة  وذلک بنسبة 6. 26%، ثم الهندسة بنسبة 25.8%، و العلوم بنسبة 20.7%.

وفیما یتعلق بتوزیع العینة وفقا للفرقة الدراسیة نجد أن تمثیل الفرقة الرابعة جاء بنسبة  41.3 % حیث احتلت الغالبیة العظمى لإجمالی العینة،یلیها الفرقة الثالثة وذلک  بنسبة 35.6% ویکمن مبررنا فى الترکیز على هاتین الفرقتین لکونهما الفرقتان اللتان مکثا وقتا کافیا فى المجال الجامعی وبالتالی یکون من المفترض أن یکونا على مستوى مرتفع من الوعی بالأنشطة والممارسات داخل السیاق الجامعی، بینما جاء تمثیل الفرقة الثانیة أقل حیث بلغت 23.1%.  بینما تم استبعاد الفرقة الأولى وذلک لحداثة التحاقها وتدنى خبرتها بالممارسات الدیمقراطیة فى الحیاة الجامعیة.

کما سجلت النسب الإحصائیة المتعلقة بمحل الإقامة  ارتفاعًا ملحوظًا لصالح قاطنی الحضر حیث بلغت نسبتهم 85.2 %، بینما بلغت نسبة قاطنی الریف 14.8 %، وربما یرجع ذلک إلى الموقع الجغرافی للجامعة حیث تمثل حصة الطلاب قاطنی مدینة القاهرة الغالبیة العظمى من ملتحقیها.

6-2 : الدیمقراطیة: المفهوم و المعنى :

یهدف هذا المحور إلى التعرف على المعنى والمفهوم السائد لدى الطلاب (المبحوثین) عن الدیمقراطیة، وکذا المفاهیم السائدة لدیهم عن الحریة والعدالة والمشارکة والمسئولیة کقیم وممارسات تتجلى من خلال الأنشطة التی یمارسها الطلاب داخل الحیز الجامعی. وتطالعنا الجداول التالیة بالتصورات السائدة للمعانی والمفاهیم وذلک فیما یلی:


جدول رقم (1)

معنى الدیمقراطیة لدى طلاب الجامعة

الدیمقراطیة

العدد

النسبة

-       التعبیر عن رأیی بحریة فی الشئون والقضایا العامة                    

-       المشارکة الحقیقیة فی کافة أحداث المجتمع وقضایاه                  

-       طریقة لصناعة القرار المجتمعی بمساواة بین أفراد المجتمع.

-      حق المواطنین فی اختیار من ینوب عنهم                             

151

146

117

44

33

31.9

25.5

9.6

الإجمالی

458

100%

یتضح من بیانات الجدول السابق تأکید المبحوثین على معانی بعینها، حیث احتل المعنى الدال على أن الدیمقراطیة تتمثل فى حریة التعبیر عن الرأی فى الشئون والقضایا العامة المرتبة الأولى وذلک بنسبة 33% من إجمالی العینة، یلیه مباشرة وبنسبة تکاد تکون متقاربة المعنى الذی یشیر إلى أن الدیمقراطیة تعنى المشارکة الحقیقیة فى کافة أحداث المجتمع وقضایاه، حیث أکد على هذا المعنى 31.9 % من إجمالی العینة، کما أکدت نسبة 25.5 % من المبحوثین أن الدیمقراطیة هی طریقة لصناعة القرار المجتمعی بنوع من المساواة بین البشر. بینما احتل المعنى السیاسی للدیمقراطیة مرتبة متدنیة مقارنة بالمعانی السابقة والتی تدور حول الحریة والمشارکة وصناعة القرار، حیث اتجه 9.6 % من إجمالی المبحوثین نحو التأکید بأن الدیمقراطیة تعنى حق المواطنین فى اختیار من ینوب عنهم وهو المعنى الدارج استخدامه عند تطبیق الدیمقراطیة فى الحقل السیاسی.


جدول رقم (2)

معنى الحریة لدى طلاب الجامعة

الحریة

العدد

النسبة

-  تبنی اتجاه سیاسی دون وصایا                                          

-  التعبیر عن رأیی بحریة                                                 

-  الانضمام إلى جماعة دینیة دون خوف                                  

-  الانضمام إلى حزب سیاسی دون تحفظ                                 

- اتخاذ القرار الذی یتلائم مع تفکیری بغض النظر عن اللوائح والقوانین

35

284

11

6

122

7.6

62

2.4

1.3

26.6

الإجمالی

458

100%

تعکس نتائج الجدول السابق تنوعًا ملحوظًا فى معنى الحریة لدى الطلاب. کما تعکس النتائج أیضًا تأکیدًا على أن الحریة فى المقام الأول تتمرکز حول حریة التعبیر عن الرأی وقد أکد على هذا المعنى 62% من إجمالی العینة  أی أکثر من نصف العینة، وتتفق هذه النتیجة مع سابقتها التی عرضنا لها فى الجدول (1) عندما  أکد الطلاب أن الدیمقراطیة تعنى حریة التعبیر عن الرأی. بینما أکدت نسبة 26.6% من إجمالی المبحوثین أن معنى الحریة یتمحور حول حریة اتخاذ القرار بغض النظر عن اللوائح والقوانین. أما النسب الأقل المتبقیة من المبحوثین فقد توزعت لترصد معانی للحریة ذات دلالات سیاسیة ولکنها بنسب ضعیفة، فقد أکد من المبحوثین أن الحریة تعنى تبنى اتجاه سیاسی دون وصایا وذلک بنسبة 7.6% یلیها الانضمام إلى جماعة دینیة دون خوف وذلک بنسبة 2.4% ثم الانضمام إلى حزب سیاسی دون تحفظ وذلک بنسبة 1.3%.

 

 

 

 

جدول رقم (3)

معنی العدالة لدى طلاب الجامعة

العدالة

العدد

النسبة

-        توزیع الموارد المتاحة واستخدامها بشکل متساوی           

-        التمتع بجمیع الحقوق دون تمییز                    

-        إیجاد فرص متساویة للنجاح

-        إیجاد فرص متساویة للتوظیف                             

98

241

67

52

21.4

52.6

14.6

11.4

الإجمالی

458

100%

تشیر بیانات الجدول السابق أن عدم  التمییز هو المعنى الذی احتل الصدارة عند الحدیث عن معنى العدالة، فقد أکد 52.6% من المبحوثین أن العدالة تعنى التمتع بجمیع الحقوق دون تمییز، یلیها المساواة فى توزیع الموارد وقد أکد على هذا المعنى 21.4% من إجمالی العینة، یلیها إتاحة فرص متساویة للنجاح وقد أکد على هذا المعنى 14.6% من إجمالی العینة، ثم جاء المعنى الذی یشیر إلى أن العدالة تعنى إتاحة فرص متساویة للتوظیف مثله نسبة  11.4% من إجمالی العینة.

جدول رقم (4)

معنی المشارکة لدى طلاب الجامعة

المشارکة

العدد

النسبة

-        الاهتمام والمشارکة الفعلیة فی کافة قضایا المجتمع                        

-        المساهمة فی صناعة القرارات السیاسیة                                          

-        حضور اللقاءات والحوارات العامة المرتبطة بالشأن العام                         

-        الحضور الدائم فی کافة الانتخابات والاستفتاءات السیاسیة                       

ـ   التطوع فی مشروعات وبرامج تنمیة المجتمع المحلی                             

239

87

24

28

80

52.2

19

5.2

6.1

17.5

الإجمالی

458

100%

تکشف بیانات الجدول السابق عن الإعلاء من المعانی الدالة على جانب الممارسة الفعلیة لقیمة المشارکة  المجتمعیة، فى مقابل تراجع وانحسار معنى المشارکة فى مجرد المشارکة السیاسیة فقط وخاصة حضور اللقاءات العامة والمشارکة فى الانتخابات. فوفقًا لأرقام الجدول أکدت نسبة 52.2% من عینة الدراسة أی أکثر من نصف العینة أن معنى المشارکة یکمن فى الاهتمام والمشارکة الفعلیة فی کافة قضایا المجتمع. یلیها تأکید المبحوثین على أن المشارکة تعنى المساهمة فی صناعة القرارات السیاسیة وقد بلغت نسبة هؤلاء 19% فقط من إجمالی العینة. کما أکدت نسبة  17.5% من إجمالی العینة أن المشارکة تعنى التطوع فی مشروعات وبرامج تنمیة المجتمع المحلی. بینما تنخفض النسب بشکل ملحوظ عندما ننتقل إلى تأکید عینة الدراسة على المعنى السیاسی للمشارکة والذی یتمثل فى الحضور الدائم فی کافة الانتخابات والاستفتاءات السیاسیة، وحضور اللقاءات والحوارات العامة المرتبطة بالشأن العام وقد بلغت نسبة هذا الفصیل على التوالی 6.1% و5.2% من إجمالی  عینة الدراسة. 

وفیما یتعلق بقیمة المسئولیة الاجتماعیة والأخلاقیة فقد أوضحت نتائج الدراسة المیدانیة أتفاق الغالبیة العظمى وذلک بنسبة 64.4% من إجمالی العینة على أن المسئولیة تعنى الاهتمام بواجبات الفرد نحو مجتمعه ومعرفة حقوقه کمواطن. ولعل هذا المعنى یترادف تماما مع فکرة الحقوق والواجبات تلک الفکرة التی تشیر إلى مفهوم المواطنة، وتعویلا على ذلک یمکن اعتبار المسئولیة والمواطنة وجهان لعملة واحدة.بینما انخفضت المؤشرات کثیرًا عندما أشار المبحوثین إلى الالتزام بالسلوکیات والآداب العامة، وکذا احترام الأشخاص المختلفین معی دینیًا ومذهبیًا کمعانی دالة على المسئولیة وذلک بنسب 16.6% و10.5% من إجمالی العینة وذلک على التوالی. بینما ینخفض المنحنى بشکل کبیر عندما یؤکد المبحوثین أن المسئولیة تشیر إلى کل من التضحیة من أجل الآخرین، والمحافظة على الممتلکات العامة وذلک بنسب 4.4% و4.1% على التوالی وهى نسب متقاربة ومنخفضة فى ذات الوقت إذا ما قورنت بالنسب الدالة على الواجبات والحقوق والالتزام بالآداب العامة واحترام الاختلاف کمعانی دالة بشکل قوى على قیمة المسئولیة. کما هو موضح فى الجدول التالی:

جدول رقم (5)

معنی المسئولیة لدى طلاب الجامعة

المسئولیة

العدد

النسبة

-       الاهتمام بواجباتی نحو مجتمعی ومعرفة حقوقی    

-       الالتزام بالسلوکیات والآداب العامة                 

-       المحافظة على الممتلکات العامة                  

-       التضحیة من أجل الآخرین                        

-      احترام الأشخاص المختلفین معی دینیا ومذهبیاً     

295

76

19

20

48

64.4

16.6

4.1

4.4

10.5

الإجمالی

458

100%

6-3: الدیمقراطیة: دور الجامعة: منح أم کبح:

یهدف هذا المحور إلى التعرف على طبیعة الدور الذی تؤدیه الجامعة فى إکساب الطلاب ثقافة و قیم الدیمقراطیة، وفى هذا الصدد تشیر نتائج الدراسة المیدانیة تأکید الطلاب المبحوثین أن الجامعة تکسبهم (أحیاناً) قیم الدیمقراطیة وقد بلغت نسبة هذا الفصیل 45.9%. وبالتساوی بلغت نسبة الطلاب المبحوثین الذین أکدوا على غیاب دور الجامعة فى إکسابهم قیم الدیمقراطیة 45.6% من إجمالی العینة، بینما بلغت نسبة الطلاب المبحوثین الذین أجزموا على منح وإکساب الجامعة قیم الدیمقراطیة للطلاب 8.5% وهى نسبة متدنیة إذا ما قورنت بنظیرتیها، وکما هو جلی من خلال جدول(6). مما یثیر الجدل حول طبیعة دور الجامعة فى تزوید الطلاب بقیم الدیمقراطیة واستشعار هذا الدور بعیدًا عن اللوائح والخطابات الرسمیة الجامدة، والتوجهات الکابحة لرؤیة قیم الدیمقراطیة متجسدة فى المواقف والأفعال داخل الفضاء الجامعی.


جدول رقم (6)

مدى تزوید الجامعة طلابها بقیم الدیمقراطیة

الرأی

العدد

النسبة

-       نعم

-       لا

-      أحیانا

39

209

210

8.5

45.6

45.9

الإجمالی

458

100%

ویطالعنا الجدول رقم (7) بمؤشرات  أکثر دلالة وعمقا فى التعرف على الفروق الإحصائیة بین الکلیات فیما یتعلق برؤیة الطلاب المبحوثین حول إکساب الجامعة طلابها قیم الدیمقراطیة. وبقراءة بیانات الجدول یتضح أن کلیة الاقتصاد والعلوم السیاسیة أحرزت معدلات مرتفعة فى الموافقة على إکساب الجامعة طلابها قیم الدیمقراطیة حیث بلغت استجابتهم نسبة 19.7% لمن أجاب  (نعم) ونسبة 54.9% لمن أکد على (أحیانًا) وذلک من إجمالی العینة وربما یرجع ذلک إلى الخصائص الذاتیة للکلیة من حیث قلة الکثافة العددیة للطلاب مقارنة بالکلیات الأخرى محل الدراسة، وبالتالی تتناسب أعداد الأساتذة مع أعداد الطلاب وذلک بالشکل الذی یمنح أفق أفضل فى الإشراف الجید والقدرة على استحداث أنشطة تدریبیة باستخدام أسالیب المحاکاة کتدریب عملی مثل محاکاة مجلس النواب، ویتم خلاله تدریب الطلاب على کیفیة التعبیر عن الرأی والاختلاف مع الآخرین وغیرها من ممارسات دیمقراطیة، فالتخصص وطبیعة البرامج الدراسیة للکلیة تسمح برحابة وکثافة فى  معدلات الوعی بثقافة الدیمقراطیة أکثر من غیرها من الکلیات المناظرة لها (عینة البحث). یلیها فى الترتیب کلیة الآداب وذلک بنسبة 7.3% لمن أجاب  (نعم) ونسبة 57.7% لمن أکد على (أحیانًا). وتتدنى النسب عندما نتجه صوب کلیة العلوم حیث بلغت نسبة المبحوثین الذین وافقوا على إکساب الجامعة طلابها قیم الدیمقراطیة 4.2% لمن أجاب (نعم) ونسبة 31.6% لمن أکد على (أحیانًا). بینما سجلت کلیة الهندسة نسبة 1.7% لمن أجاب  (نعم) وهى نسبة منخفضة جدًا، ونسبة 35.6% لمن أکد على (أحیانًا) وذلک من إجمالی المبحوثین الذین یرون أن الجامعة تزود طلابها بقیم الدیمقراطیة. وبالتالی یمکننا ترتیب معدلات رفض الموافقة على إکساب الجامعة طلابها قیم الدیمقراطیة وذلک وفقا للکلیة. حیث احتلت العلوم المرتبة الأولى وذلک بنسبة 64.2% یلیها الهندسة وذلک بنسبة 62.7%.  ثم الآداب وذلک بنسبة 35% یلیها الاقتصاد والعلوم السیاسیة وذلک بنسبة 25.4%.

جدول رقم (7)

اتجاهات المبحوثین حول مدى تزوید الجامعة طلابها بقیم الدیمقراطیةوفقاً للکلیة

الاتجاهات

 

الکلیة

الاتجاهات

الإجمالی

نعم

لا

أحیاناً

ک

%

ک

%

ک

%

ک

%

کلیة الآداب

9

7.3

43

35

71

57.7

123

26.9

کلیة العلوم

4

4.2

61

64.2

30

31.6

95

20.7

کلیة الهندسة

2

1.7

74

62.7

42

35.6

118

25.8

کلیة الاقتصاد والعلوم السیاسیة

24

19.7

31

25.4

67

54.9

122

26.6

الإجمالی

39

8.5

209

45.6

210

54.9

458

100%

کا2 = 68.1**

ویمکننا التعرف على طبیعة القیم التی تزود الجامعة بها طلابها (المبحوثین) وذلک من خلال الجدول التالی:

 

 

 

 

جدول رقم (8)

القیم التی تزود الجامعة بها طلابها

القیم

العدد

النسبة

- قیمة الحریة                           

- قیمة العدالة والمساواة              

- قیمة المشارکة                        

- قیمة المسئولیة

- لا تزود بقیم                      

24

13

148

64

209

5.2

2.8

32.3

14

45.6

الإجمالی

458

100%

یوضح الجدول (8) تأکید المبحوثین على مجموعة بعینها من القیم تهتم الجامعة بتزویدها للطلاب، وفى هذا الصدد  احتلت  قیمة المشارکة المرتبة الأولى من بین القیم التی تکسبها الجامعة للطلاب حیث أکد على حضور هذه القیمة کقیمة بارزة نسبة 32.3% من إجمالی العینة الذین یؤکدون أن المناخ الجامعی یزودهم بقیم الدیمقراطیة. یلیها قیمة المسئولیة حیث أکد علیها نسبة 14%. بینما سجلت قیمة الحریة نسبة 5.2%، والعدالة والمساواة نسبة 2.8% من إجمالی من یرون أن المناخ الجامعی یزودهم بقیم الدیمقراطیة، مما یعنى تراجع معدلات حضور هاتین القیمتین فى الحیاة الداخلیة للجامعة. مع التأکید على أن هذه النسب تشیر إلى مجموع المبحوثین الذین أکدوا أن الجامعة تکسب طلابها قیم الدیمقراطیة وبلغت نسبتهم 54.4% من إجمالی العینة( 8.5% (نعم) و45.9% (أحیانًا). أما النسبة المتبقیة من المبحوثین والمتمثلة فى أولئک الذین أکدوا أن لیس للجامعة أی دور فى تزوید طلابها قیم الدیمقراطیة بلغت  45.6% من الإجمالی العام للعینة. وفیما یلی نتعرف على اتجاهات المبحوثین نحو الأسباب الکامنة خلف عدم تزوید الجامعة طلابها بقیم الدیمقراطیة، وذلک من خلال الجدول (9):

 

 

جدول رقم (9)

أسباب عدم تزوید الجامعة طلابها بقیم الدیمقراطیة

الأسباب

العدد

النسبة

- تهتم الجامعة بالدرجة الأولى بالانشغال بعملیة التدریس                             

- لأن الأنشطة الطلابیة لا تتیح ممارسة النقد وترسیخ الحریات                       

- لأن الأنشطة الطلابیة تتم فی إطار تقلیدی                                       

- لا تتیح الجامعة حریة التعبیر عن الرأی فیما یخص القرارات الجامعیة 

- لأنها مجرد شعارات ولکنها لم تمارس بشکل واقعی فی الجامعة

- لا ینطبق                

44

11

18

68

68

249

9.6

2.4

3.9

14.8

14.8

54.4

الإجمالی

458

100%

تشیر بیانات الجدول (9) أن أسباب عدم إکساب الجامعة طلابها بقیم الدیمقراطیة قد تراوحت ما بین کونها مجرد شعارات غیر مفعلة، أو کونها حیز ضیق لإتاحة حریة التعبیر، أو لانشغال الجامعة بعملیة التدریس کأولویة لها، أو لطبیعة الأنشطة الطلابیة ذاتها. ووفقا للنتائج المیدانیة بلغت نسبة أولئک الذین أکدوا أن الجامعة لا تتیح حریة التعبیر عن الرأی فیما یخص القرارات الجامعیة 14.8%، کما سجل نفس النسبة 14.8%  لأولئک الذین أکدوا أن الجامعة تروج للشعارات الجامدة التی لا تمارس بشکل واقعی. فى حین أکدت نسبة 9.6 % أن الجامعة تهتم بالدرجة الأولى بالعملیة التدریسیة مما یعکس التأکید على الدور الأکادیمی والتعلیمی للجامعة واحتلاله  المقام الأول من بین جملة الاهتمامات الوظیفیة للجامعة بشکل عام إلا أن هذا السبب أحتل موقعا ضعیفا من إجمالی الاستجابات. بینما مثلت کل من تقلیدیة الأنشطة الطلابیة، وعدم إتاحة ممارسة النقد من خلال هذه الأنشطة باعتبارها معوقات تحول دون قیام الجامعة بإکساب قیم الدیمقراطیة حیث سجلت نسب متدنیة بلغت على التوالی 3.9 % و 2.4 % من إجمالی العینة الذین یرون أن الجامعة لا تزود طلابها بقیم الدیمقراطیة.

وتعویلًا على ما سبق، تلح النتائج المیدانیة السابقة بضرورة مکاشفة تجسیدات مختلف معانی الدیمقراطیة من خلال التعرف على الممارسات والفعالیات التی تتم واقعیًا داخل الفضاء الجامعی، وهو ما سنعرض له فى المحور التالی:

6-4: الدیمقراطیة: التجلیات والممارسات:

یحاول هذا المحور المکاشفة عن الممارسات والفاعلیات والإجراءات والأسالیب التی تتواءم مع الدیمقراطیة والتی یمارسها الطلاب داخل البیئة الجامعیة، ومدى مساهمة الطلاب فیها، والاستفادة منها بشکل فعلى.

جدول رقم (10)

تجلیات قیمة الحریة فى الممارسات الجامعیة

قیمة الحریة

موافق

موافق إلى

حد ما

غیر موافق

متوسط حسابی

الاتجاه العام

الترتیب

1- أمارس حقی فی الترشح للجان الطلابیة

43

32.1

24.9

2.18

موافق إلى حد ما

4

2- أمارس حقی فی التصویت وانتخاب اللجان الطلابیة

52.6

23.8

23.6

2.29

موافق إلى حد ما

2

3- تتاح لی الفرصة فی اختیار القسم الذی أرغبه

52.6

26

21.4

2.31

موافق إلى حد ما

1

4- یشجعنی أساتذتی على المناقشة والتعبیر عن آرائی داخل المحاضرات

42.8

41.7

15.5

2.27

موافق إلى حد ما

3

5- یتاح لی الحصول على کافة المعلومات بحریة داخل الحرم الجامعی

31.3

44.5

24.2

2.07

موافق إلى حد ما

5

6- أشعر بأنه لا یوجد قیود على حریتی الشخصیة فی الجامعة

21

40.1

38.9

1.82

موافق إلى حد ما

6

7- تزودنی المقررات الدراسیة بمعارف ومعلومات حول الحریة

20.7

39.1

40.2

1.80

موافق إلى حد ما

7

المتوسط العام للمحور

 

2.11

موافق إلى حد ما

70.33

یتجه المتوسط العام لمحور :(تجلیات قیمة الحریة فى الممارسات الفعلیة للطلاب داخل الحیز الجامعی) نحو الموافقة إلى حد ما و ذلک بنسبة 70.33% ومتوسط حسابی بلغ 2.11% مما یدل على أن الممارسات الطلابیة التی تعکس قیمة الحریة تعد ذات مستوى جید ولکنها بحاجة إلى مزید من التنشیط والتفعیل من کافة مؤسسات التنشئة الاجتماعیة وذلک للوصول إلى مستوى أفضل للممارسة، وتتفق هذه النتیجة تماما مع سابقتها التی أشارت إلى تراجع معدلات قیمة الحریة داخل البیئة الجامعیة  (التی سبق الإشارة لها فى الجدول (8))، وهو الأمر الذی یتضح من خلال القراءة التفصیلیة لعبارات الجدول (10) والتی تم ترتیبها وفقا لمتوسطها الحسابی. حیث احتلت العبارة (3) والتی تشیر إلى إتاحة الجامعة الفرصة للطلاب فى اختیار القسم الذی یرغبون الالتحاق به داخل الکلیة حیث احتلت هذه العبارة المرتبة الأولى ضمن جملة الممارسات الدالة على الحریة فى الاختیار وذلک بمتوسط حسابی بلغ 2.31% حیث جاء اتجاه للعینة بالموافقة إلى حد ما. یلیها فى الترتیب العبارة رقم (2) والتی تشیر إلى ممارسة الحق فى التصویت وانتخاب اللجان الطلابیة وذلک بمتوسط حسابی بلغ 2.29% واتجاه للعینة بالموافقة إلى حد ما. یلیها العبارة (4) والتی تشیر إلى تشجیع الأساتذة على المناقشة والتعبیر عن الرأی داخل قاعة المحاضرات، حیث جاءت هذه العبارة فى المرتبة الثالثة وذلک بمتوسط حسابی بلغ 2.27% واتجاه للعینة  بالموافقة إلى حد ما، مما یدل على الدور الإیجابی للأساتذة فى إکساب  طلابهم  وتدریبهم على الأسالیب الدیمقراطیة وذلک أثناء العملیة التعلیمیة. یلیها العبارة (1) والتی تشیر إلى ممارسة الطلاب حقهم فى الترشح للجان الطلابیة، حیث احتلت هذه العبارة المرتبة الرابعة من حیث الترتیب وذلک بمتوسط حسابی 2.18% واتجاه للعینة  بالموافقة إلى حد ما. ثم العبارة (5) التی احتلت المرتبة الخامسة والتی تشیر إلى إتاحة الحصول على کافة المعلومات بحریة داخل الحرم الجامعی وذلک بمتوسط حسابی بلغ 2.07% واتجاه للعینة  بالموافقة إلى حد ما. بینما مثلت العبارة (6) التی احتلت المرتبة السادسة والتی تشیر إلى استشعار الطلاب بانعدام القیود على حریاتهم الشخصیة فیما یتعلق بکل مظاهر السلوک والشکل الخارجی وذلک بمتوسط حسابی بلغ 1.82% واتجاه للعینة  بالموافقة إلى حد ما، وهو معدل منخفض إذا ما قورنت بالعبارات السابقة مما یدل على وجود قدر من الکوابح فیما یتعلق بالحریات الشخصیة والالتزام بالقواعد الاجتماعیة داخل الحرم الجامعی. یلیها فى الترتیب العبارة (7) والتی احتلت المرتبة الأخیرة، وتشیر إلى تزوید الطلاب بالمعارف والمعلومات التی توفرها المقررات الدراسیة حول الحریة وذلک بمتوسط حسابی بلغ 1.80% واتجاه للعینة بالموافقة إلى حد ما وهى أیضًا نسبة متدنیة إذا ما قورنت بالعبارات السابقة مما یشیر إلى محدودیة الاستفادة المرجوة من تلک المقررات لصالح بناء ثقافة دیمقراطیة مدنیة وتخصیص الحیز الأکبر للجانب العلمی والأکادیمی.

جدول رقم (11)

تجلیات قیمة المساواة والعدالة فی الممارسات الجامعیة

م

قیمة المساواة والعدالة

موافق

موافق إلى

حد ما

غیر موافق

المتوسط الحسابی

الاتجاه

العام

الترتیب

1

تتاح لی الفرصة لممارسة النشاطات الطلابیة الملائمة لرغباتی ومیولی

44.5

36.9

18.6

2.26

موافق إلى حد ما

4

2

یستمع أساتذتی لتساؤلاتی وبقیة زملائی بدون تمییز

50.7

39.3

10

2.41

موافق

1

3

یتاح لی اکتساب مهارات التفکیر العلمی التی تمکنی من حل مشکلاتی

35.4

43.9

20.7

2.15

موافق إلى حد ما

5

4

أشعر بعدم العدالة بسبب سوء التعامل داخل الحرم الجامعی

23.4

37.6

39

1.84

موافق إلى حد ما

7

5

هناک مساواة فی تقییم الطلاب فی الاختبارات النهائیة

31.9

48.5

19.6

2.12

موافق إلى حد ما

6

6

الإطلاع على درجات أعمال السنة

50.7

24.2

25.1

2.26

موافق إلى حد ما

3

7

یتاح لی اللجؤ إلى التظلم عند عدم اقتناعی بالنتیجة

45

36.9

18.1

2.27

موافق إلى حد ما

2

 

المتوسط العام للمحور

 

2.19

موافق إلى حد ما

73%

 یتجه المتوسط العام لمحور: (تجلیات قیمة العدالة و المساواة داخل الحیز الجامعی) نحو الموافقة إلى حد ما وذلک بنسبة 73% ومتوسط حسابی بلغ 2.19%. مما یدل على وجود تحسن طفیف فى مستوى حضور هذه القیمة داخل السیاق الجامعی مقارنة بسابقتها المرتبطة بقیمة الحریة. حیث تحتل قیمة العدالة والمساواة مستوى جید ولکنها بحاجة أیضًا مثل قیمة الحریة إلى مناخ جامعی یتسم بإطار أکثر رحابة یضم متسع من الإجراءات والأسالیب التی تعزز حضور العدالة والمساواة فى الحیاة الجامعیة. وتتفق هذه النتیجة تماما مع سابقتها التی أشارت إلى انخفاض حضور قیمة العدالة والمساواة من بین مرکب القیم التی تزود بها الجامعة طلابها (حیث بلغت 2.8% وفقًا لجدول (8)) وذلک من وجهة نظر أولئک الذین أجزموا بأن الجامعة تزود طلابها بقیم الدیمقراطیة (54.4% وفقًا لجدول (6)). ونستدل على هذه النتیجة من خلال قراءة تفصیلیة لفقرات الجدول (11) والتی تم ترتیبها وفقًا لمتوسطها الحسابی، ونبدأ بقراءة بیانات الجدول بالفقرات التی تحتل ترتیب متقدم، حیث جاءت الفقرة (2) فى المرتبة الأولى والتی تشیر إلى التعامل العادل ودون تمییز من قبل الأساتذة تجاه الطلاب وذلک بمتوسط حسابی بلغ 2.41% واتجاه للعینة  بالموافقة إلى حد ما وتتوافق هذه النتیجة مع سابقتها التی أکدت على الدور الإیجابی لأساتذة الجامعة فى دورهم تزوید الطلاب وتدریبهم على الحریة والمساواة (العبارة (4) فى الجدول (10) والتی أشارت إلى تشجیع الأساتذة على المناقشة والتعبیر عن الرأی داخل قاعة المحاضرات، حیث جاءت هذه العبارة فى المرتبة الثالثة وذلک بمتوسط حسابی بلغ 2.27%). یلیها فى الترتیب الفقرة (7) التی تشیر إلى إمکانیة اللجوء إلى التظلم عند الضرورة حیث شغلت المرتبة الثانیة وذلک بمتوسط حسابی بلغ 2.27% واتجاه للعینة بالموافقة إلى حد ما. ثم الفقرة (6) التی تشیر إلى الإطلاع على درجات السنة حیث شغلت المرتبة الثالثة و ذلک بمتوسط حسابی بلغ 2.26% واتجاه للعینة  بالموافقة إلى حد ما، مما یعکس إصرار الأساتذة على تجسید الحریة والمساواة، وحضور واضح للشفافیة والنزاهة أثناء العملیة التعلیمیة (وهى کلها ممارسات باتت ضمن برامج الجودة). یلیها الفقرة (1) والتی شغلت المرتبة الرابعة، وأشارت إلى إتاحة الفرصة لممارسة الأنشطة الطلابیة الملائمة للرغبات والمیول وذلک بمتوسط حسابی بلغ 2.26% واتجاه للعینة  بالموافقة إلى حد ما. ثم جاءت الفقرة (3) فى المرتبة الخامسة والتی تشیر إلى إتاحة مهارات التفکیر العلمی التی تمکن الطلاب من حل مشکلاتهم، وذلک بمتوسط حسابی بلغ 2.15% واتجاه للعینة بالموافقة إلى حد ما، وهى نسبة منخفضة تدل على تدنى الاستفادة الشخصیة والعملیة من المقررات التدریسیة وتترافق هذه النتیجة مع نظیرتها فى الجدول السابق والتی أکدت على خلو محتوى المقررات الدراسیة من المعلومات والمعارف المرتبطة بالحریة (العبارة (7) والتی احتلت المرتبة الأخیرة بجدول (10)). یلیها الفقرة (5) والتی احتلت المرتبة السادسة وهى مرتبة منخفضة فى ترتیب الفقرات، ولکنها متقاربة مع سابقتها من حیث النسبة وتشیر الفقرة إلى وجود مساواة فى تقییم الطلاب فى الاختبارات النهائیة وقد بلغ متوسطها الحسابی 2.12% واتجاه للعینة بالموافقة إلى حد ما، مما یدل على تدنى شعور الطلاب بحضور قیمة العدالة والمساواة إذا ما اتجه الحدیث صوب الاختبارات النهائیة، وهو تصور ربما یعتنقه فئة من الطلاب ممن یحصلون على نتائج غیر مرضیة. وفى المرتبة الأخیرة جاءت الفقرة (4) والتی تشیر إلى الشعور بعدم العدالة بسبب سوء التعامل داخل الحرم الجامعی، وبلغ المتوسط الحسابی لهذه الفقرة 1.84% واتجاه للعینة  بالموافقة إلى حد ما.


جدول رقم (12)

الأنشطة و الفعالیات  الجامعیة التی تعکس قیمة المشارکة

م

قیمة المشارکة

أشارک

أشارک إلى حد ما

لا أشارک

متوسط حسابی

الاتجاه العام

الترتیب

1

الأنشطة الطلابیة

34.5

25.5

40

1.94

موافق إلى حد ما

2

2

الانتخابات الطلابیة

23.5

23.3

53

1.68

موافق إلى حد ما

7

3

سیمنار القسم

36

24.5

39.5

1.96

موافق إلى حد ما

1

4

المؤتمر العلمی للطلاب

24.9

32.3

42.8

1.82

موافق إلى حد ما

5

5

الرحلات العلمیة

24

25.5

50.5

1.74

موافق إلى حد ما

6

6

المسابقات الثقافیة

16.8

25.8

57.4

1.59

غیر موافق

8

7

إدارة الندوات وحضور الحفلات

28.2

34.3

37.6

1.91

موافق إلى حد ما

3

8

أنشطة الکلیة الموجهة لخدمة المجتمع

24.5

36

39.5

1.85

موافق إلى حد ما

4

 

المتوسط العام للمحور

 

1.81

موافق إلى حد ما

60.3%

فى هذا المحور نتعرف على طبیعة الأنشطة والفعالیات التی یشارک فیها الطلاب فى المجال الجامعی وهى أنشطة تنوعت ما بین أنشطة علمیة وثقافیة وفنیة ومجتمعیة. ویتجه المتوسط العام لمحور: المشارکة فى الأنشطة والفعالیات الجامعیة نحو الموافقة إلى حد ما وذلک بنسبة 60.3% ومتوسط حسابی بلغ 1.81% وهى نسبة تعکس مستوى مقبول ولکنه منخفض بالمقارنة بممارسات وتجلیات الحریة والعدالة کما هی موضحة فى جدولی (10) و(11)، مما یخلق تدنى فى المنحنى یبدو بشکل جلی، ویعکس تناقض شدید بین الفکر والعمل، حیث اتجه المبحوثین إلى الإعلاء من قیمة المشارکة کقیمة تزود الجامعة بها طلابها وبلغ حجم هؤلاء 32.3% وفقًا لجدول (8) من إجمالی من یرون أن الجامعة تزود طلابها بقیم الدیمقراطیة وبلغ حجمهم 54.4% وفقًا لجدول (6) مما یعکس تناقض ظاهری بین التصور والممارسة من قبل الطلاب، فالرغبة وتأیید الطلاب للمشارکة والمساهمة لم ترق إلى مستوى الممارسة الفعلیة، ویرجع ذلک فى تفسیری إلى عدة أسباب بعضها مرتبط بطبیعة النشاط، حیث تفتقد بعض الأنشطة عنصر الجذب والتشویق والاهتمام بالشکل والمضمون. وبعضها مرتبط بتنشئة الطالب وتلعب هنا الأسرة دورًا رئیسیًا فى توجیه الطالب نحو الاهتمام بالجانب التعلیمی فقط وذلک بالانتظام فى حضور المحاضرات. واستغلال الوقت بین المحاضرات فى الذهاب إلى المکتبة، وبعضها مرتبط بطبیعة التوجهات الإداریة لکل کلیة على حدة(*).

ونستدل على هذه النتیجة من خلال قراءة تفصیلیة لفقرات الجدول (12) والتی تم ترتیبها وفقًا لمتوسطها الحسابی. حیث جاءت الفقرة (3) التی تشیر إلى حضور سیمنار القسم فى المرتبة الأولى بمتوسط حسابی بلغ 1.96% واتجاه للعینة  بالموافقة إلى حد ما.  یلیها الفقرة (1) التی تشیر إلى المشارکة فى الأنشطة الطلابیة والتی احتلت المرتبة الثانیة بمتوسط حسابی بلغ 1.94% واتجاه للعینة بالموافقة إلى حد ما. یلیها فى الترتیب الفقرة (7) التی احتلت المرتبة الثالثة وتشیر إلى المشارکة فى إدارة الندوات وحضور الحفلات وذلک بمتوسط حسابی بلغ 1.91% واتجاه للعینة  بالموافقة إلى حد ما. کما احتلت الفقرة (8) المرتبة الرابعة و تشیر إلى المشارکة فى أنشطة الکلیة الموجهة لخدمة المجتمع مثل تنظیم لقاءات مع الأطراف المجتمعیة وحضور حوارات مجتمعیة والمساهمة فى أنشطة خدمة البیئة، وقد بلغ متوسطها الحسابی 1.85% واتجاه للعینة  بالموافقة إلى حد ما. ثم شغلت الفقرة (4) المرتبة الخامسة، وتشیر إلى حضور المؤتمر العلمی للطلاب، وقد بلغ متوسطها الحسابی 1.82% واتجاه للعینة  بالموافقة إلى حد ما. یلیها الفقرة (5)  والتی تشیر إلى المشارکة فى الرحلات العلمیة للأقسام التابعة للکلیات (محل الدراسة)، وقد شغلت هذه الفقرة المرتبة السادسة وذلک بمتوسط حسابی بلغ 1.74% واتجاه للعینة  بالموافقة إلى حد ما. یلیها الفقرة (2) التی تشیر إلى المشارکة فى الانتخابات الطلابیة وقد احتلت المرتبة السابعة فى الترتیب وهو ترتیب متدنی یدل على ضعف مشارکة الطلاب فى الأنشطة التی تمس أوضاعهم وتجسد اهتماماتهم وذلک بمتوسط حسابی بلغ 1.68% واتجاه للعینة بالموافقة إلى حد ما. وفى المرتبة الأخیرة جاءت الفقرة (8) التی تشیر إلى المشارکة فى المسابقات الثقافیة وذلک بمتوسط حسابی 1.59% واتجاه عام للعینة بعدم الموافقة وهو أیضًا ترتیب متدنی یدل على غیاب وعى الطلاب بأهمیة المستوى الثقافی والرغبة فى الإعلاء منه.


جدول رقم (13)

تجلیات قیمة المسئولیة فی الممارسات داخل الحیز الجامعی

م

قیمة المسئولیة

موافق

موافق إلى حد ما

غیر

موافق

متوسط حسابی

الاتجاه العام

الترتیب

1

أراجع نفسی بشکل مستمر لتقویم سلوکی داخل الحرم الجامعی

63.5

30.8

5.7

2.58

موافق

2

2

تغلیب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة

40.6

49.8

9.6

2.31

موافق إلى حد ما

3

3

تعمل الجامعة على ربط المحتوى الأکادیمی بسلوکی الاجتماعی والسیاسی

17.5

39.3

43.2

1.74

موافق إلى حد ما

6

4

احرص على احترام القوانین واللوائح المنظمة للعمل الجامعی

69.2

28.4

2.4

2.67

موافق

1

5

الجأ للعنف عندما یضایقنی أحد فی الجامعة

6.3

9.4

84.3

1.22

غیر موافق

7

6

أتدخل فوراً عندما أرى أحد یخرب مرافق الجامعة

24.7

52.4

22.9

2.02

موافق إلى حد ما

5

7

أبادر بأی مشارکة تدعم جامعتی

 

31.9

47.6

20.5

2.11

موافق إلى حد ما

4

 

المتوسط العام للمحور

 

 

2.09

موافق إلى حد ما

69.6%

باستجلاء بیانات الجدول (13) یتکشف لنا اتجاه المتوسط العام للمحور: تجلیات قیمة المسئولیة فی الممارسات داخل الحیز الجامعی نحو الموافقة إلى حد ما وذلک بنسبة 69.6% ومتوسط حسابی بلغ 2.09% وهى نسبة تعکس مستوى جید وأفضل من المستوى الذی أحرزته تجلیات قیمة المشارکة کما هو موضح فى الجدول السابق (12). ولکن تحتاج  أیضًا قیمة المسئولیة إلى مزید من التدعیم والتعزیز کی تحرز معدلات أعلى للتمثیل على مستوى السلوک و الممارسة. إلا أن بیانات الجدول تعکس حضورًا منضبطًا للسلوکیات والممارسات المرتبطة بقیمة المسئولیة الاجتماعیة والأخلاقیة من جانب الطلاب، وباستجلاء بیانات الجدول (13) تتکشف لنا الاتجاهات الإیجابیة من قبل المبحوثین نحو السلوک الملتزم والمسئول أخلاقیا حیال المجتمع الجامعی خاصة، وبالتالی المجتمع الأشمل عامة. ونبدأ قراءة الجدول بالعبارة (4) التی احتلت المرتبة الأولى والتی تشیر إلى حرص المبحوثین على احترام القوانین واللوائح المنظمة للعمل الجامعی وتطبیقها وقد بلغ المتوسط الحسابی لهذه العبارة 2.67% واتجاه عام للعینة بالموافقة مما یکشف عن اتجاه إیجابی کثیف حیال المسئولیة والالتزام بالقوانین المنظمة للجامعة. یلیها فى الترتیب العبارة (1) والتی تدل على اهتمام المبحوثین بمراجعة ما یصدر عنهم من سلوکیات داخل الحرم الجامعی من أجل تقویمها باستمرار، و قد بلغ المتوسط الحسابی لهذه العبارة 2.58% واتجاه عام للعینة بالموافقة مما یعکس اتجاه إیجابی مثمر، وسلوک ملتزم أخلاقیا. وتحتل العبارة (2) المرتبة الثالثة، وتشیر إلى تغلیب المصلحة العامة على المصلحة الفردیة الخاصة، وقد بلغ المتوسط الحسابی لهذه العبارة 2.31% واتجاه للعینة  بالموافقة إلى حد ما. ثم یلیها عبارة (7) والتی احتلت المرتبة الرابعة وتشیر إلى مبادرة المبحوثین بأی مشارکة تدعم الجامعة، وقد بلغ المتوسط الحسابی لهذه العبارة 2.11% واتجاه للعینة بالموافقة إلى حد ما. یلیها العبارة (6) والتی مثلت المرتبة الخامسة وتشیر إلى المبادرة والتدخل بالقول والفعل حال رؤیة أی سلوک یتجه نحو تخریب مرافق الجامعة، ویبلغ المتوسط الحسابی لهذه العبارة 2.02% واتجاه للعینة  بالموافقة إلى حد ما. ثم العبارة (3) التی احتلت المرتبة السادسة والتی تشیر إلى إسهام الجامعة  فى ربط المحتوى الأکادیمی بالسلوک الاجتماعی والسیاسی، وهى النتیجة التی دعمتها النتائج السابقة الخاصة بطبیعة محتوى المقررات الدراسیة وإمکانیة  ربط المهارات العلمیة المکتسبة بحل المشکلات، وقد بلغ المتوسط الحسابی لهذه العبارة 1.74% واتجاه للعینة  بالموافقة إلى حد ما. ونختم قراءة بیانات الجدول بالعبارة (5) التی احتلت المرتبة السابعة والأخیرة والتی تشیر إلى عدم اللجوء للعنف فى حال التعرض لمضایقة داخل المحیط الجامعی وقد بلغ المتوسط الحسابی لهذه العبارة 1.22% واتجاه للعینة بعدم الموافقة.

7 : نتائج الدراسة:

7-1: الدیمقراطیة: حول المفهوم  والمعنى:

شاع اتجاه سائد بین المشارکین  بأن مفهوم الدیمقراطیة  یشیر فى معناه  فى المقام الأول إلى حریة التعبیر عن الرأی وذلک بنسبة 33%،کما یشیر إلى المشارکة المجتمعیة وذلک بنسبة 31.9%، وأیضًا المساواة فى صنع القرار وذلک بنسبة 15.5%. مما یعنى تبلور مفهوم الدیمقراطیة فى معانی تعکس تجسیدات وقیم بعینها کالحریة والمشارکة والمساواة. بینما ضعف حضور المعنى السیاسی للدیمقراطیة لدى المبحوثین. وتدعم إحدى الدراسات التی رکزت على تحلیل توجهات ورؤى الشباب حیال المواطنة والدیمقراطیة فى البحرین هذه النتیجة حیث أشارت إلى أن عینة الشباب محل البحث کان لدیها فهما واضحًا لمفهوم المواطنة، بالإضافة إلى بعض المعارف بشأن الدیمقراطیة، بید أنهم یعانون من تدنى الفهم بشأن قضایا السیاسة والحکومة، ولذا فهم نادرًا ما یشارکون سیاسیًا ومجتمعیًا (محمد طایع ومحمود رشوان، 2016: 292 ).

ویتامى التأکید من قبل المبحوثین على مؤشر حریة التعبیر عن الرأی فى تعریفهم لقیمة الحریة، حیث أکدوا على هذا المعنى بمعدل مرتفع بلغ 62%، یلیه بعد ذلک المؤشر الذی یجسد جانب الحریة الفردیة، حیث تمثل مفهوم الحریة لدیهم فى حریة اتخاذ القرار المتوافق مع تفکیر وتوجهات الفرد بغض النظر عن اللوائح والقوانین المتبعة، وقد بلغت نسبة هؤلاء 26.6%. فى نفس الوقت الذی أکدت فیه الدراسة المیدانیة على تراجع  المعنى السیاسی والدینی للحریة، حیث سجل هذا المتغیر نسبة ضعیفة تتراوح بین 7.6% و 1.3%. مما یدل على ازدیاد مساحة الوعی لدى المشارکین بأهمیة التعبیر عن الرأی وحریة اتخاذ القرار کمؤشرات للدیمقراطیة الفعلیة ویدل أیضًا على اتساع معناها لیشمل معانی ومجالات منفسحة، وعدم حصرها فى المعنى السیاسی والدینی فقط.

وبالانتقال إلى المعنى السائد عن العدالة والمساواة، نلاحظ اتجاه  قوى من قبل المشارکین نحو ترادف العدالة والمساواة مع  انعدام التمییز، حیث حصل هذا المؤشر على 52.6%.  بینما سجلت المؤشرات الدالة على المعانی المرتبطة بتساوی فرص الحیاة نسب منخفضة تراوحت بین 14.6% و 11.4%. مما یدل على أهمیة مؤشری انعدام المساواة وانعدام العدالة إذا ما أردنا الحدیث عن دیمقراطیة حقیقیة وفعلیة فى العالم الواقعی.

ویتضح معنى المشارکة وفقًا للدراسة المیدانیة فى عدة معانی أبرزها المعنى المتبلور حول المشارکة الفعلیة فى القضایا المجتمعیة، حیث سجل هذا المؤشر 52.2% أی أکثر من نصف العینة مما یؤکد على رسوخ مبدأ المشارکة فى القضایا المجتمعیة أو الشأن العام کأحد أهم الممارسات المرتبطة بالدیمقراطیة، بینما تراجع المعنى الدائر  حول المساهمة فى صنع القرارات السیاسیة حیث سجل 19%، و المعنى الدائر حول المساهمة فى الأنشطة التطوعیة وذلک بنسبة 17%. وتتفق هذه النتیجة مع نظیرتیها  لیتطابق هنا معنى المشارکة مع المعانی التی أشارت إلیها قیم الدیمقراطیة و الحریة والتی تؤکد على تراجع المعنى الذی یحصر الدیمقراطیة والحریة والمشارکة فى المعنى السیاسی فقط.

وفیما یتعلق بمعنى المسئولیة فقد تمحور تعریفها حول الاهتمام بواجبات الفرد نحو مجتمعه ومعرفة حقوقه کمواطن وذلک بنسبة کبیرة بلغت 64.4%،. ولعل هذا المعنى یترادف تمامًا مع فکرة الحقوق والواجبات تلک الفکرة التی رکز علیها مفهوم المواطنة، وتعویلاً على ذلک یمکن اعتبار المسئولیة والمواطنة وجهان لعملة واحدة، وفى هذا الصدد یؤکد "أحمد زاید" على طبیعة العلاقة التبادلیة والتفاعلیة بین مفاهیم المواطنة، والهویة، وحقوق الإنسان، والدیمقراطیة (أحمد زاید وآخرون، 2012 : 27). بینما انخفضت المؤشرات کثیرًا عندما أشار المشارکین إلى الالتزام بالسلوکیات والآداب العامة، وکذا احترام الأشخاص المختلفین معی دینیًا ومذهبیاً کمعانی دالة على المسئولیة وذلک بنسب 16.6% و 10.5% من إجمالی العینة وذلک على التوالی. وتنخفض الأرقام کلما اتجهنا نحو المعنى الدائر حول التضحیة من أجل الآخرین، والمحافظة على الممتلکات العامة وذلک بنسب 4.4% و4.1% على التوالی وهى نسب متقاربة ومنخفضة فى ذات الوقت إذا ما قورنت بالنسب الدالة على الواجبات والحقوق والالتزام بالآداب العامة.

7-2 : الدیمقراطیة: دور الجامعة: منح أم کبح:

أشارت نتائج الدراسة المیدانیة إلى وجود اتجاه إیجابی متوسط من قبل المشارکین نحو الدور الذی تلعبه الجامعة فى تزوید طلابها قیم الدیمقراطیة، حیث بلغ معدل الموافقة 54.4% مما یعکس محدودیة الدور، وضرورة  مضاعفة العبء الملقى على عاتق الجامعة کمؤسسة تربویة و تعلیمیة وأکادیمیة فى بناء وإکساب الطلاب ثقافة وقیم الدیمقراطیة. وتترافق هذه النتیجة مع نتائج إحدى الدراسات التی أجریت للکشف عن دور الجامعات الأردنیة فى تشجیع طلابها على ممارسة المبادئ والقیم الدیمقراطیة، حیث توصلت الدراسة إلى وجود علاقة ارتباطیة إیجابیة متوسطة لدور الجامعات الأردنیة فى تعزیز الممارسات الطلابیة  للمبادئ والقیم الدیمقراطیة (رنا الصمادى، مرجع سابق). ووفقًا للدراسة المیدانیة الحالیة  تتمثل القیم التی تزود بها الجامعة طلابها فى المشارکة، والمسئولیة، والحریة، ثم العدالة والمساواة. بینما تکمن الأسباب خلف تقلص دور الجامعة فى إکساب طلابها قیم الدیمقراطیة وذلک من وجهة نظر المشارکین  الذین بلغ معدل رفضهم 45.6% فى حزمة من الأسباب یتمثل أبرزها فى: غیاب حریة التعبیر عن الرأی داخل المحیط الجامعی، والشعارات الجامدة التی لا تترجم إلى سلوک واقعی وذلک بنسبة 14.8% لکلا المتغیرین، فقد أکد المشارکین فیما سبق على أهمیة حضور حریة التعبیر عن الرأی کمعنى أساسی للدیمقراطیة وربما یعکس هذا المؤشر افتقاد المشارکین لحریة التعبیر عن الرأی أو أهمیة هذا المؤشر بالنسبة لهم إذا ما أردنا الحدیث عن دیمقراطیة حقیقیة تمارس داخل الحیز الجامعی لتعمم  فى المجتمع إجمالاً. یلیه انشغال الجامعة بالعملیة التعلیمیة فى المقام الأول، حیث بلغ  هذا المتغیر 9.6%. مما یکشف عن  غیاب بیئة جامعیة میسرة لتحویل قیم  الدیمقراطیة إلى ممارسات واقعیة یلعبها الطلاب ویمارسونها. وندلل على هذه النتیجة بالموقف النظری "لأنتونی جیدنز"، عندما تحدث عن "الکوابح Constraints" (أو القیود) التی تفرضها البنیة على الفاعلین ویقصد "جیدنز" بها مجموعة الظروف التی تحد من الفرص المتاحة للتفاعل على النحو الذی یرغب فیه معظم أفراد المجتمع (أحمد زاید،1996:  78 ). فالبنیة فى هذه الحالة أو الجامعة لا توفر الإطار الداعم للقیام بالممارسات أو توفره بشکل مقید، حیث تفرض مجموعة من الکوابح والقیود المتمثلة فى نصوص اللائحة والجوانب التنظیمیة والإداریة و المادیة التی تحول دون القیام بالأنشطة و الممارسات الجامعیة  بالشکل المرجو. ویدعونا هذا الموقف إلى المناداة بأهمیة تغییر السیاق بعناصره التنظیمیة و اللائحیة و المادیة لیتلاءم مع طبیعة الممارسات الدیمقراطیة دون عوائق أو کوابح، و نقلها من موقع الشعارات أو القیم الجامدة إلى نطاق الممارسات الفعلیة الإیجابیة.

7-3: الدیمقراطیة: التجلیات والممارسات:

الحریة:

کشفت الدراسة المیدانیة عن تجلی قیمة الحریة فى الممارسات الفعلیة للطلاب داخل الحیز الجامعی حیث حصل المتوسط  العام للمحور على  الموافقة إلى حد ما وذلک بنسبة 70.33% ومتوسط حسابی بلغ 2.11%. مما یدل على حضور قیمة الحریة فى الممارسات الجامعیة وذلک بشکل جید، ولکن مع الحاجة إلى مزید من الدفع نحو التنشیط والتفعیل من کافة مؤسسات التنشئة الاجتماعیة  للوصول إلى مستوى أفضل للممارسة. ویمکن تفسیر هذه النتیجة فى ضوء ما انتهت إلیه إحدى الدراسات التی استهدفت التعرف على درجة ممارسة القیم الدیمقراطیة من وجهة نظر الطلاب وأعضاء هیئة التدریس فى الجامعة الأردنیة الحکومیة وسبل تفعیلها، حیث خلصت الدراسة إلى أن المتوسط الکلى لدرجة ممارسة القیم الدیمقراطیة فى مجال الحریة لدى الطلاب بلغ درجة متوسطة ( ولید الجراح، مرجع سابق). وهى نتیجة متقاربة مع ما توصلت إلیه  نتائج البحث الحالی.

ووفقًا للدراسة المیدانیة، تمثلت أبرز الفعالیات والأنشطة التی احتلت المراتب المتقدمة فى حقل الحریة فى: اختیار القسم العلمی داخل الکلیة، ثم ممارسة التصویت وانتخاب اللجان الطلابیة، وهى کلها ممارسات ترتبط بالجوانب التنظیمیة والإداریة المعمول بها وفقا للوائح الطلابیة، یلیها قیام الأساتذة بتدریب الطلاب على حریة التعبیر عن الرأی والنقاش داخل قاعات المحاضرات، وهو الأمر الذی یدل على الدور الإیجابی الذی یقوم به الأساتذة فى إکساب طلابهم وتدریبهم على الأسالیب الدیمقراطیة أثناء العملیة التعلیمیة ویمکن تفسیر هذه النتیجة فى ضوء النتیجة التی أکدتها إحدى الدراسات التی أجریت على أعضاء هیئة التدریس بجامعة الکویت للتعرف على درجة ممارساتهم للدیمقراطیة، حیث أثبتت الدراسة  بلوغ ممارسة أعضاء هیئة التدریس للدیمقراطیة و ذلک فى مجال حریة الرأی والتعبیر نسبة 83,75%  وهى نسبة مرتفعة (محمد العتیبى، مرجع سابق)، مما یعنى أن استملاک الأستاذ الجامعی لقیمة  حریة الرأی والتعبیر وممارسته لها، تعزز من قدرته على منح هذه القیمة وتنشئة أجیال متتالیة من الطلاب علی حریة التعبیر عن الرأی والتفاعل الإیجابی البناء. بینما سجل استشعار الطلاب بانعدام القیود على حریاتهم الشخصیة فیما یتعلق بکل مظاهر السلوک والشکل الخارجی داخل الحرم الجامعی استجابة منخفضة إذا ما قورنت بالعبارات السابقة، وهو الأمر الذی یدل على  وجود قدر من الکوابح فیما یتعلق بالحریات الشخصیة والالتزام بالقواعد الاجتماعیة داخل الحرم الجامعی. وربما یختلف الأمر عند ممارسة الطلاب لحریاتهم الشخصیة ولکن خارج نطاق الجامعة، ونستند فى ذلک إلى ما أوضحته إحدى الدراسات التی أجریت على طلاب جامعة القاهرة، حیث أکدت الدراسة على میل المبحوثین إلى تأیید حریة التصرف فى الأمور الشخصیة بوصفها أحد مؤشرات الحریة، حیث بلغت النسبة الإجمالیة للتأیید 82,2% (محمد سالمان، 2007).

العدالة والمساواة:

وبالانتقال إلى قیمة العدالة والمساواة، ووفقًا للدراسة المیدانیة حصل المتوسط العام للمحور على الموافقة إلى حد ما وذلک بنسبة 73% ومتوسط حسابی بلغ 2.19%، مما یدل على مستوى جید لحضور هذه القیمة، ولکنها بحاجة أیضًا مثل قیمة الحریة إلى مناخ جامعی یتسم بإطار أکثر رحابة یضم متسع من الإجراءات والأسالیب التی تعزز  من تحقیق العدالة والمساواة فى الحیاة الجامعیة. ویمکن تفسیر هذه النتیجة أیضًا فى ضوء ما انتهت إلیه إحدى الدراسات التی استهدفت التعرف على درجة ممارسة القیم الدیمقراطیة من وجهة نظر الطلاب وأعضاء هیئة التدریس فى الجامعة الأردنیة الحکومیة وسبل تفعیلها، حیث خلصت الدراسة إلى أن المتوسط الکلى لدرجة ممارسة القیم الدیمقراطیة فى مجال العدالة والمساواة  لدى الطلاب بلغ درجة متوسطة (ولید الجراح، مرجع سابق). ووفقًا للبیانات المیدانیة یعد أسلوب الأساتذة فى التعامل والتفاعل مع الطلاب دون تمییز، وإتاحة لجوء الطلاب إلى التظلم إذا استلزم الأمر،وأیضا إطلاع الطلاب على درجات أعمال السنة، وإتاحة الفرصة للطلاب بممارسة الأنشطة الطلابیة التی تتوائم مع میولهم، تعد من أبرز الإجراءات والأسالیب التی یتم إتباعها بشکل فعلى داخل الحیاة الجامعیة،مما یعکس إصرار الأساتذة على تجسید الحریة والمساواة، وحضور واضح للشفافیة والنزاهة أثناء العملیة التعلیمیة وتعکس فى ذات الوقت حضور إیجابی لقیمة العدالة والمساواة، من جانب کل من الأساتذة والإدارة الجامعیة. وعلى الجانب الآخر تدنى المؤشر الدال على وجود مساواة فى تقییم الطلاب فى الاختبارات النهائیة، وهو الأمر الذی یدل على تدنى شعور الطلاب بحضور قیمة العدالة والمساواة إذا ما أتجه الحدیث صوب الاختبارات النهائیة، وهو تصور ربما یعتنقه فئة من الطلاب ممن یحصلون على نتائج غیر مرضیة. وتأسیسا على ما سبق، تنبثق أهمیة فتح آفاق بحثیة جدیدة حول بناء مؤشرات للعدالة والمساواة وذلک من وجهة نظر الطلاب أنفسهم، وقیاسها فى الواقع الفعلی الممارس، للخروج بنتائج یمکن أخذها فى الاعتبار عند وضع القوانین واللوائح للمؤسسة الجامعیة.

المشارکة:

ویتدنى المنحنى بشکل حاد و یخلق فجوة إذا ما تکشفنا بیانات الجدول الخاص بتجلیات قیمة المشارکة. حیث یتجه المتوسط العام للمحور نحو الموافقة إلى حد ما وذلک بنسبة60.3% ومتوسط حسابی بلغ 1.81% وهى نسبة تعکس مستوى مقبول ولکنه منخفض بالمقارنة بممارسات وتجلیات قیمتی الحریة و العدالة. وتعکس هذه النتیجة حدوث  تناقض ظاهری بین التصور والممارسة من قبل الطلاب،فالرغبة وتأیید الطلاب للمشارکة والمساهمة لم ترق إلى مستوى الممارسة الفعلیة. ویمکن تفسیر هذه النتیجة فى ضوء مقولة "الهابیتوس" "لبییر بوردیو"، فالهابیتوس الجامعی لم یمنح للطلاب الأفکار والمیول والمعتقدات وبمعنى أشمل المخططات المرتبطة بالأنشطة والفعالیات الاجتماعیة والثقافیة التی تقدمها الجامعة لطلابها. ومن ثم لم یرقى الهابیتوس الجامعی إلى مستوى الممارسة لیتجلى فى شکل مساهمات وممارسات طلابیة للأنشطة والفعالیات الجامعیة المتنوعة إلا بالنذر القلیل. خاصة وأن الاستعدادات والاتجاهات التی اکتسبها الطلاب خلال عملیة التنشئة الاجتماعیة داخل الأسرة ربما تلعب دورًا مؤثرًا فى توجیه الطلاب نحو المشارکة المجتمعیة عامة، وهو الأمر الذی یؤثر على مشارکتهم داخل البیئة الجامعیة، ویخلق قدرًا من التنوع فى مستوى ودرجة الممارسة. وفى هذا السیاق نود التأکید على أهمیة  توجیه مزید من الدراسات والبحوث التی تهدف إلى الکشف عن أسالیب بناء آلیات لتعزیز الممارسات العملیة للقیم الدیمقراطیة فى المحیط الجامعی وتفعیلها وخاصة فى مجال المشارکة. وتتسق النتیجة الحالیة مع نتائج إحدى الدراسات التی أجریت على طلاب جامعة المنوفیة، حیث أکدت الدراسة على عزوف الطلاب عن ممارسة الأنشطة الطلابیة وذلک بنسبة (71,4%) وهو مؤشر یعد خطیرًا ویثیر تساؤلات عدیدة حول أسباب هذا العزوف والتی تمثل أبرزها وفقا للدراسة وبالتوالی فى نظام التقییم والامتحانات، حیث أشارت نسبة کبیرة من الطلاب غیر المشارکین (69%) أن نظام الفصل الدراسی یتعارض کلیة مع إمکانیة ممارسة أی أنشطة طلابیة،یلیه مشکلات متعلقة بالأنشطة الطلابیة ذاتها، حیث أشار (41%) من الطلاب غیر المشارکین إلى بعض المشکلات مثل تعارض مواعید الأنشطة مع مواعید المحاضرات، وعدم توافر الأماکن اللازمة لممارسة هذه الأنشطة، وأخرى غیرها(ممدوح إسماعیل، 2007).

ووفقًا للدراسة المیدانیة فإن أبرز الفعالیات التی یساهم فیها الطلاب تتمثل فى حضور السیمنار العلمی للقسم، یلیه المشارکة فى الأنشطة الطلابیة، ثم حضور الحفلات والندوات، ثم المشارکة فى أنشطة الکلیة الموجهة إلى خدمة المجتمع، ویأتی حضور المؤتمر العلمی للطلاب فى نهایة الترتیب. ومن الجلی أن اللائحة الطلابیة الحالیة، والقیود الإداریة والتنظیمیة الجامعیة  تعد من أبرز المعوقات التی تحول دون ممارسة الطلاب ومشارکتهم للفعالیات والأنشطة العلمیة والثقافیة والاجتماعیة والسیاسیة داخل البیئة الجامعیة. ولعل هذا الواقع یوجهنا إلى ضرورة إجراء مزید من الدراسات التی تهدف إلى تسلیط الضوء على مجموعة من الاقتراحات الواقعیة التی یمکن تفعیلها، أو وضع آلیات لمواجهة هذه المشکلة وذلک من أجل بیئة جامعیة توفر للطلاب مناخ إیجابی للمشارکة.

المسئولیة:

ویتجه المتوسط العام لمحور تجلیات قیمة المسئولیة فی الممارسات داخل الحیز الجامعی  نحو الموافقة إلى حد ما وذلک بنسبة 69.6% و متوسط حسابی بلغ 2.09% وهی نسبة تعکس مستوى جید وأفضل من المستوى الذی أحرزته تجلیات قیمة المشارکة. حیث تعکس بیانات الدراسة المیدانیة حضورا منضبطا للسلوکیات والممارسات المرتبطة بقیمة المسئولیة الاجتماعیة والأخلاقیة من جانب الطلاب. مما یجلى عن مستقبلاً مشرقًا وروحًا أکثر تفاؤلاً، فى خلق جیل ملتزم أخلاقیًا ومتسم بالمواطنة الصالحة التی توازن بین الحقوق والواجبات. فالمسئولیة الاجتماعیة والمواطنة وجهان لعملة واحدة ولا یمکن فصلهما سواء على مستوى الفکر أو الممارسة. وفى هذا الصدد تؤکد إحدى الدراسات التی أجریت على طلاب جامعة القاهرة (المبحوثین) وجود درجة عالیة من القبول للمضامین التی تشیر إلى تعریف المواطنة بأنها التمتع بالحقوق والالتزام بالواجبات (محمد سالمان، مرجع سابق). وهو نفس المعنى الذی تشیر إلیه المسئولیة الاجتماعیة و الأخلاقیة. وتحتاج  قیمة المسئولیة الاجتماعیة والأخلاقیة وفقًا لمؤشرات الدراسة المیدانیة إلى مزید من التدعیم والتعزیز کی تحرز معدلات أعلى للتمثیل على مستوى السلوک والممارسة. ووفقًا للبیانات المیدانیة، تتمثل أبرز السلوکیات والممارسات التی تعکس قیمة المسئولیة الاجتماعیة والأخلاقیة لدى الطلاب (وذلک وفقا لترتیبها) فى: حرص الطلاب على احترام وتطبیق القوانین واللوائح الجامعیة، یلیها مراجعة الطلاب لأنماط سلوکهم الممارس داخل المحیط الجامعی بهدف تقویمه، یلیها تغلیب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة، ثم المبادرة بأی مشارکة تدعم الجامعة، وأیضًا التدخل الفوری حال رؤیة أی سلوک یخرب مرافق الجامعة، بالإضافة إلى عدم اللجوء إلى العنف فى حال التعرض لمضایقة داخل المحیط الجامعی. وهى کلها أمور تدل على حرص الطلاب المشارکین على أداء واجباتهم نحو المؤسسة الجامعیة التی ینتمون إلیها ویشعرون بالمسئولیة الاجتماعیة والأخلاقیة نحوها. فالمسئولیة الاجتماعیة تعکس درجة انخراط الفاعل فى الحیاة الجمعیة ومستوى إحساسه بالواجب الاجتماعی تجاه المجتمع، فالمسئولیة الاجتماعیة لا تنصرف إلى دوائر الفرد فقط، بل تنصرف إلى دوائر الجماعة بصورها المختلفة، والمنظمات الاجتماعیة بأشکالها المختلفة، وکل المؤسسات الفاعلة فى الحیاة الاجتماعیة بشکل عام (أحمد زاید، 2018:171). وتحیلنا هذه النقطة إلى التأکید على الدور التفاعلی لکل من الجامعة کمؤسسة والطلاب کفاعلین فى تعزیز نشر قیمة المسئولیة الاجتماعیة والأخلاقیة لتمارس فى دوائر اجتماعیة  أکثر اتساعًا وشمولاً.

 

 

 

 



(*) مدرس علم الاجتماع بکلیة الآداب، جامعة القاهرة.

(*)ونخص هنا بالذکر طبیعة الأحداث التی مرت بها جامعة القاهرة، وخاصة الأحداث الدامیة التی شهدها محیط جامعة القاهرة وخاصة کلیة الهندسة فى مارس 2014،أدت لزامًا إلى توقف بعض الأنشطة الطلابیة، أو فرض قیود صارمة متمثلة فى الإجراءات الأمنیة المشددة (داخل حرم کلیة الهندسة) مما تبعه من سیادة مناخ یحد من الحریات، وأذکر هنا القیود التی خبرتها الباحثة أثنا التطبیق المیدانی للبحث، بالسماح بإجراء البحث شریطة التوجه بخطاب رسمی معتمد من الجهة الأکادیمیة التی تنتمی إلیها الباحثة. وکانت الهندسة هی الکلیة الوحیدة التی شددت على الالتزام بالإجراءات الرسمیة، وتخصیص موظف من رعایة الشباب وآخر من الأمن لملازمة الباحثة خلال فترة العمل المیدانی وتواجدها داخل حرم الکلیة، مما یعکس مستوى من التعنت والتشدد والرقابة من قبل إدارة الکلیة. ومن الطبیعی أن یؤثر هذا المناخ على السلوک والممارسة المرتبطین بالمشارکة على وجه التحدید.

قائمة المراجع
1-         أحمد زاید (1996 )، آفاق جدیدة فى نظریة علم الاجتماع، نظریة تشکیل البنیة، المجلة الاجتماعیة القومیة،المجلد (33 )، ینایر / مایو، العددان 1-2. المرکز القومی للبحوث الاجتماعیة والجنائیة، القاهرة.
2-         أحمد زاید (2012)، التعلیم و تأسیس منظومة القیم، مجلة التفاهم،المجلد(36) سلطنة عمان.
3-         أحمد زاید وآخرون ( 2012 )، بناء القیم الاجتماعیة لتنشئة الأطفال: نحو تعلیم من أجل المواطنة، بحث غیر منشور، الیونیسیف بالتعاون مع مرکز البحوث والدراسات الاجتماعیة بکلیة الآداب جامعة القاهرة، القاهرة، مصر.
4-          أحمد زاید وآخرون (2013)، الأطر الثقافیة الحاکمة لسلوک المصریین واختیاراتهم: دراسة لقیم النزاهة والشفافیة والفساد، القاهرة: مطبوعات مرکز البحوث و الدراسات الاجتماعیة، کلیة الآداب-جامعة القاهرة.
5-         أحمد زاید (2018)، المواطنة : الهویة الوطنیة و المسئولیة الاجتماعیة،القاهرة،دار العین للنشر.
6-         إقبال الأمیر ( 2004 ) المشارکة المجتمعیة فى مصر: رؤیة وتحلیل، المؤتمر السنوی الثانی لمرکز تعلیم الکبار: تقویم التجارب والجهود العربیة فى مجال محو الأمیة وتعلیم الکبار، مصر.
7-         المنجد فى اللغة والإعلام  )1992)، الطبعة 33،بیروت : دار الشروق.
8-         أنتونى جیدنز (2002 )، مقدمة نقدیة فى علم الاجتماع، ت: أحمد زاید وآخرون، مرکز البحوث والدراسات الاجتماعیة، جامعة القاهرة.
9-         تشارلز تیللى (2010)، الدیمقراطیة، ترجمة: محمد طباخ، الطبعة الأولى، بیروت: المنظمة العربیة للترجمة.
10-    جمیل حمداوی (2015)، المفاهیم السوسیولوجیة عند بوردیو، مجلة جیل العلوم الإنسانیة والاجتماعیة، العدد 12، الجزائر، مرکز جیل البحث العلمی.
11-    جون س. درایزک  وباتریک دنلفى (2013 ) نظریات الدولة الدیمقراطیة، ت: هاشم أحمد محمد،  المرکز القومی للترجمة، الطبعة الأولى، العدد (1801 )، القاهرة: المجلس الأعلى للثقافة.
12-    حنان رزق (2002 )، دور بعض الوسائط التربویة فى تنمیة القیم الأخلاقیة لدى الشباب فى ظل ملامح النظام العالمی الجدید، مجلة کلیة التربیة، المنصورة، العدد(48).
13-    خالد حمدان (  2007 )، حریة الرأی فی واقعنا المعاصر،
https://docsgoogle.com/viewer/a=v&9=cache:anBnrv7xXXH
14-    دیفید إنجلز وجون هیوسون (2013)، مدخل إلى سوسیولوجیا الثقافة، ترجمة: لما نصر، الطبعة الأولى، لبنان: المرکز العربی للأبحاث ودراسة السیاسات.
15-    رنا الصمادى (2010)، الجامعات الأردنیة ودورها فى تعزیز الممارسات الدیمقراطیة بین طلبتها، مجلة العلوم التربویة والنفسیة، البحرین، المجلد(13)، العدد الأول.
16-    سعد جمعة  (1984 )، الشباب والمشارکة السیاسیة، سلسلة علم الاجتماع المعاصر،العدد (62)، القاهرة: دار الثقافة للنشر والتوزیع.
17-    سلیم الزیون (2011)، الممارسات الدیمقراطیة لدى أعضاء الهیئة التدریسیة فی جامعة جرش الأهلیة من وجهة نظر طلبتهم، مجلة دراسات العلوم التربویة، الأردن، المجلد( 38).
18-     سید عثمان ( 1996 )، التحلیل الأخلاقی للمسئولیة الاجتماعیة، القاهرة : مکتبة الأنجلو المصریة.
19-    شارلوت سیمور سمیث (2009 )، موسوعة علم الإنسان : المفاهیم والمصطلحات، ترجمة مجموعة
20-    من أساتذة علم الاجتماع والانثروبولوجیا، إشراف: محمد الجوهری، المشروع القومی للترجمة،الطبعة الثانیة، القاهرة : المجلس الأعلى للثقافة.
21-    عبد الله  العازمی (2013 )، الممارسات الدیمقراطیة فی جامعة الکویت من وجهة نظر الطلبة : دراسة میدانیة، مجلة کلیة التربیة، مجلد (23)، العدد الثانی، جامعة الإسکندریة.
22-    عبد المجید السخیری ( 2014 )، معجم بییر بوردیو: رأس المال، مجلة نوافذ، المغرب، العدد (58).
23-    عمارة رمضان ( 1993 )، التربیة على حقوق الإنسان والدیمقراطیة فی الوطن العربی، الواقع والآفاق على مستوى التعلیم الأساسی والثانوی، فی: الندوة العربیة حول التربیة على حقوق الإنسان والدیمقراطیة فی الوطن العربی، تونس: المعهد العربی لحقوق الإنسان.
24-    کارل لاتز ( 2000 )، ثلاثة تیارات فی علم النفس الثقافی، دراسة نقدیة، ترجمة: کمال شاهین، الثقافة العالمیة، العدد (101).
25-    مجدی عزیز (1998 )، المنهج التربوی والوعی السیاسی، القاهرة: مکتبة الأنجلو المصریة.
26-    محمد العتیبی (2014 )، درجة الممارسات الدیمقراطیة لدى أعضاء هیئة التدریس فی جامعة الکویت، مجلة القراءة والمعرفة، القاهرة، العدد (153).
27-    محمد بنی ارشید (2012 )، درجة ممارسة أعضاء الهیئة التدریسیة فی جامعة البلقاء التطبیقیة لبعض الممارسات الدیمقراطیة من وجهة نظر طلبة الجامعة أنفسهم، المجلة العربیة للعلوم الاجتماعیة، المؤسسة العربیة للاستشارات العلمیة وتنمیة الموارد البشریة، القاهرة، المجلد الأول، العدد الأول.
28-    محمد سلمان(2007)، توجهات طلاب جامعة القاهرة نحو المواطنة: دراسة میدانیة، فى: الجامعة وبناء المواطنة فى مصر، تحریر: کمال المنوفی وآخرون، الطبعة الأولى، کلیة الاقتصاد و العلوم السیاسیة، جامعة القاهرة.
29-    محمد طایع وحمود رشوان (2016)، رؤى الشباب لکیفیة بناء الدیمقراطیة بعد ثورة 25 ینایر 2011: دراسة میدانیة لعینة من طلاب جامعة القاهرة، مجلة کلیة الآداب، القاهرة، المجلد(76)، یولیو، العدد(5).
30-    مخیمر أبو سعدة ( 2007)، الدیمقراطیة ومعوقات التحول الدیمقراطی فى الوطن العربی، فى: الدین والسیاسة والدیمقراطیة، تحریر: رفیق المصری، الطبعة الأولى، بیروت: مرکز حقوق الإنسان والمشارکة الدیمقراطیة.
31-    مصطفى خلف (2002)، قراءات معاصرة فى علم الاجتماع، جامعة القاهرة،مرکز البحوث والدراسات الاجتماعیة.
32-    مصطفى کامل السید  (2007)، سؤال الدیمقراطیة الصعب فى مصر، نحو رؤیة وطنیة لتعزیز الدیمقراطیة فى مصر، ت: عاطف السعداوى، الطبعة الأولى، بیروت: مرکز دراسات الوحدة العربیة.
33-    ممدوح إسماعیل (2007)، الأنشطة الطلابیة فى الجامعات المصریة وبناء قیم المواطنة:تحلیل الموقف وآلیات العلاج(استطلاع رأى لعینة من طلاب جامعة المنوفیة)،فى: الجامعة وبناء المواطنة فى مصر، تحریر: کمال المنوفی وآخرون، الطبعة الأولى، کلیة الاقتصاد و العلوم السیاسیة، جامعة القاهرة
34-     مهدی بدارنة (2012)، مبادئ الدیمقراطیة وممارسة قیمها من قبل طلبة الدراسات العلیا فی الجامعة الأردنیة وسبل تطویرها، رسالة دکتوراه، جامعة الیرموک.
35-    نیقولا میکافیللى (2002 )، تراث الفکر السیاسی قبل الأمیر وبعده، ت: خیری حماد، الطبعة الرابعة و العشرون، بیروت: منشورات دار الآفاق الجدیدة،.
36-    هناء بدوى   (2000)، التنمیة الاجتماعیة، الإسکندریة: دار المعرفة الجامعیة.
37-    وفاء سوالمة (2000)، تصورات طلبة جامعة الیرموک نحو الممارسات الدیمقراطیة لأعضاء هیئة التدریس فیها، رسالة ماجستیر، أربد: جامعة الیرموک.
38-    ولید  الجراح (2013 )، درجة ممارسة القیم الدیمقراطیة لدى طلبة وأعضاء هیئة التدریس فی الجامعات الأردنیة الحکومیة وسبل تفعیل ممارستها، رسالة دکتوراه، جامعة الیرموک.
39-   Abbas,H. & Kumar,R. (2012), Political theory, Delhi: Dorling Kindersley.
40-      Al-Zyoud, M. (2014) Democratic Values among Academics of the University of Jordan, Dirasat, Educational Sciences, vol (1),no(1).
41-      Bhargava,R. & Chraya,A.(2013),Political Theory, tens empression, India,: Maitrey Printech.
42-      Brodie, E. & Others (2009), Understanding Participation, U.K: Literature review.
43-      Cambridge international dictionary of English(1997) , Cambridge university press.
44-      Dingwerth,K.(2014), Global Democracy & The Democratic Minimum, Europe Journal Of International Relations, vo20 ,no(4).
45-      D.Tansey, S & Jackson, N. (2008), POLITICS ,the basics ,4th edition , Routledge , London & new york.
46-      Huntington , S. (1991), the third wave : Democratization in the late twentieth century , Norman , Oklahoma : the university of Oklahoma press
47-      Hussainy, M. (2012), Increasing Democratic Political Engagement among University Students in Jordan, Policy Paper, Friedrich Ebert Sifting, December,
48-      Kneuer,M.(2016), E-democracy : A new challenge for measuring democracy, International Political Science Review,U.K, vo(37),no(5).
49-      Knutsen,C.(2010),Measuring Effective Democracy, International Political Science & Review, U.K,vo(31),no(2).
50-      L.Sills,D.(1968),International Encyclopedia of the Social Science, Crowell Coller& Mcmillan,vo(4).
51-      Parekh, B. (2003), A New Politics of Identity, Palgrave Macmillan, first published.
52-      Rowntree, D. (1981), A Dictionary of Education, Harper & Row publishers, London.
53-      Srinivasan, J.(2013), Democracy, in :Political Theory, Bhargava, R. & Chraya,A. tens empression, India,: Maitrey Printech(http://talloiresnetwork.tufs.edu/who-we-ar)